هنا النتيجة …فأين السبب ¿!

عبد الرحمن بجاش

 - خبر صغير تناقلته بعض الصحف وبعض مواقع جادة لم تمتهن الفتنة مهنة أوردته صغيرا في مساحته , محتواه له مدلولات كثيرة لم يشر إليها ولم يشغل نفسه بها احد !! , يقول الخبر أن 251 حالة انتحار حصلت خلال العام 2013م مقابل 253 حالة خلال العام

خبر صغير تناقلته بعض الصحف وبعض مواقع جادة لم تمتهن الفتنة مهنة أوردته صغيرا في مساحته , محتواه له مدلولات كثيرة لم يشر إليها ولم يشغل نفسه بها احد !! , يقول الخبر أن 251 حالة انتحار حصلت خلال العام 2013م مقابل 253 حالة خلال العام 2012م, وبحسب تقرير رسمي لوزارة الداخلية ( سنوي ) فالحالات تفاصيلها 62 أنثى 47 طفلا 13 من حاملي الجنسيات الأجنبية , حدث ذلك في 20 محافظة , صنعاء 45 , تعز 36 , الحديدة 33 , محافظة المهرة هي الوحيدة التي لم تسجل فيها ولا حالة واحده , وفي العام 2012م بلغت حالات الانتحار 253في 19 محافظه , وفي العام 2012 — 229 حالة, وفي إحصائية سابقة بلغ مجمل الحالات 4100 حاله خلال الفترة 95- 2009م. مثل هكذا خبر في أي دولة تدرك ماذا يعني الانتحار على الصعيد الإنساني أولا ثم الاقتصادي ثم الاجتماعي فتقوم الدنيا ولا تقعد , وهنا يتم التعامل مع مثل هذا الأمر بالمرور أمامه مرور الكرام , ودعونا نقول أن هذا البلد به من الجراح ما يملأ الجسد كله فيخيل إليك انك لا تدري من أين تبدأ , هكذا هي الصورة الأعم , لكن هذا سيكون صحيحا عندما نرى انجازا على المستويات الأخرى تعزينا أو تجعلنا ندعمم ونقول هناك ما هو أهم , بالرغم أن لا أهم من حياة الإنسان , الأغرب أن هناك وفي الكشف إياه مليون منظمة يقول مالكوها أنها تهتم بالمجتمعيات من شؤون الناس , لم أقرأ حرفا واحدا وقد تعمدت أن ابحث عن أي ردود فعل ….لكن لا حياة لمن تنادي !!! , الآن لو خضنا في البحث عن الأسباب …على قلة معرفتنا , أذان دكاترة علم الاجتماع والباحثين الاجتماعيين وأطباء ومدرسي علم النفس وعلم النفس السلوكي عليهم أن يقرؤوا الأرقام ودلالاتها , ويجيبوا عن السؤال الأهم : ما الأسباب أو السبب الذي يصل بالإنسان إلى أن يقتل نفسه ¿¿ سأتجرأ وأنا غير ذي اختصاص لكن يقال إن الصحافة وجه آخر من وجوه علم الاجتماع أو أن الصحفي لا بد أن يقرأ في ذلك العلم ويتبحر فيه أن أراد ليسهل عليه تفسير الظواهر المجتمعية منها بالتحديد , كم عدد الصحفيين المهتمين ¿¿ سأقول وأنا بين الحسبة , لا أحد وأبرز الأسباب أن الصحفي المتخصص غير موجود , فكلنا مثل أطباء العموم !!!. الحالة المعيشية , الوعي , الحال العام , الجانب الاقتصادي عموما , هناك من أورد ( ضعف الوازع الديني ) اعتقد أن السبب ليس هنا إذ أن من يورده يمارس التعسف في تفسير الظواهر , فالتدين أمام الجوع يصبح أمرا مشكوكا فيه , هل انتم معي ¿¿ وتذكروا ما قاله الإمام علي ( لو كان الفقر رجلا لقتلته ) وتذكروا أن عمر لم يعمل بالحدود في عام الرمادة , ولاحظوا أننا نقيم الحد على الضعيف فيم القوي ينهب حتى العيون ونحن نمجده ( احمر عين ) , انسداد الأفق ربما يكون أهم الأسباب التي تدفع بالإنسان إلى الانتحار أو ارتكاب الجرائم , ثم أن الفضائيات تلعب دورا في تفشي حالات الانتحار هنا أتحدث عن 47 طفلا لا بد أن يكون السؤال المركزي عن أسباب إقدامهم على الانتحار , خذ الاعتداءات الجنسية وهي القضية الأكثر إشكاليه إذ ننظر دائما إلى المسألة الجنسية حتى الشرعي منها على أنها حالة من حالات العيب وكفى !! فلا نخوض مثلا في أسباب الاعتداءات الجنسية على الأطفال , إذ يخبئ المجتمع لأسباب خاصة بنظرتنا عموما للجنس أي حالة اعتداء على أطفاله خوف الفضيحة !! , هناك 13 حالة من بين حاملي الجنسيات المختلفة , قد لا ندري الأسباب , لكن ربما نجد سببا لو ظهر أن بعضها بين اللاجئين , أو أولئك الذين يرمى بهم في السجون ولا يظهر لهم صاحب يخرجهم أو يكفلهم أو يدافع عنهم فيظلون في السجون لجرائم جنائية حتى يصل الأمر ببعضهم إلى الانتحار , يبقى أن الأمر المهم هو ضرورة أن نجد جهة ما رسمية أو مدنية تهتم بمثل هكذا أخبار للبحث في الأسباب والمدلولات , ويبقى أيضا على الفضائيات المسيسة كلها أن تفرد ولو بعض المساحة لمثل هكذا أمور أهم في الحياة العامة قد لا يدركها البعض , فيظلون فقط يبحثون عن إثارة سياسية ليشغلوا أنفسهم بالهدرة حولها …..

قد يعجبك ايضا