أوروبا وتناقص السكان
محمد المساح
في العام 2050 يتوقع الخبراء أن يتدنى عدد السكان في 20 من الدول الثمانية والعشرين التي يتألف منها الاتحاد الأوروبي.. أما ألمانيا الدولة الأكبر في الاتحاد فستفقد ثمانية ملايين مواطن في منتصف القرن وستفقد أيطاليا خمسة ملايين نسمة وإيرلندا أربعة ملايين ونصف وسينعكس تدني عدد الولادات على التكوين الديموغرافي للقارة وتتوقع دراسات الاتحاد أن ينخفض عدد الأطفال تحت سن الرابعة عشرة بنسبة عشرين بالمائة في العام 2050 وسيتدنى عدد الأشخاص بين سني 15 – 39 بنسبة خمسة وعشرين بالمائة وفي المقابل سيرتفع عدد المسنين أربعة وأربعين بالمائة والعجز بنسبة مائة وثمانين بالمائة.. وإذا استمرت نسبة الولادات الحالية المتدنية فستفقد أوروبا خمسة وخمسين مليون شخص من فئة العمل بين الآن والعام 2050 ولفت تقرير للمفوضية الأوروبية إلى أنه لم يحدث في التاريخ أن تم تحقيق نمو اقتصادي من دون تزايد في عدد السكان.
ويبدو أن أوروبا أصبحت ضحية نجاحها فالأوروبيون يعمرون أكثر من السابق ويتمتعون بأوضاع صحية أفضل من السابق وتضمن الدولة رفاه من هم دون الخمسة والعشرين عاما وفوق الستين عاما.. وقد علق وزير التقاعد والشؤون الاجتماعية البريطاني ديفيد بلانكيت: الناس يريدون أن يعمروا أكثر وأن لا يبدأوا العمل في سن مبكرة وأن يتقاعدوا باكرا وأن يتمتعوا بمستوى حياة أفضل هذه معادلة لا يمكن تأمين ظروف إدامتها.
وعندما سئل مفوض الاتحاد الأوروبي كيف يمكن إقناع الناخبين الأوروبيين بتجرع الدواء المر القادر على شفاء القارة من داء التراجع السكاني أجاب: على السياسيين أن يمارسوا الواقعية والإبداع والشجاعة السياسية.