الأديب ليس مسؤولا عن تغيير العالم وليس مناضلا سياسيا ليقود التغيير
لا مستقبل للشعر ولا للرواية .. وما أكتبه هو يوميات!
(من مراث لزمن الجراد) إلى (رجل في الخارج يقول إنه أنا) ثم (أشياء لا تخصكم) ينتمي الشاعر طه الجند إلى أحلام وآلام الحشود الفقيرة والمسحوقة وبالكتابة يؤمن فحسب ولا يهمه في ذلك الشكل أو اللون.
ورغم مبادرته لي بقوله إن كل الأسئلة في الأساس وهمية والإجابات غبية فقد حرضني أكثر على أن يكون هذا الحديث:
حوار/محمد صالح الجرادي
* مراث لزمن الجراد هي باكورة علاقتك مع الشعر والقصيدة الآن وبعد كل الزمن الفاصل عن تلك المراثي هل مازلنا في زمن الجراد¿
– لا لم نعد في زمن الجراد نحن الآن في زمن العولمة ولكن على الطريقة الحقيرة التي تستوجب منا إيقافها وإعادة ترتيب العالم على أسس مختلفة .
* كيف..¿!
– لا بد من ضوابط أخلاقية لكبح جماح الأفراد القليلين الذين يكومون الأموال مستخدمين الأذرع الطويلة للتكنولوجيا لنهب العالم.
* هنا أسأل .. عما إذا كان لا بد من دور مفترض للأدب في هذه المهمة التي تعتقدها¿
– من الأسف الأدب والأدباء في الواقع لا قيمة لها وإن كان هناك ضمن هذا المشهد من يحاولون مواجهة قبح العالم إلا أنهم لا يمتلكون منابر للوصول إلى الناس لقد جرى استبدال المثقف والأديب بالخبير الاستراتيجي وهي إعادة تقليعات لتغطية برامج الفضائيات ولتضليل المشاهدين.
* مقاطعا.. المثقف أو الأديب كلاهما مسؤولان عن الوصول إلى هكذا حالة من الاستبدال¿
– صحيح والكثير منهم يتعيشون بطريقة رديئة ويظنون أنهم سيحصلون على حصة في نهاية النفق وهم في الحقيقة مجاميع بلا وعي وبلا رؤية عميقة إزاء ما يحدث ويجري وإن كان هناك أفراد مدركون لما يدور لكنهم مهمشون ومقصيون ومتعبون.
* (طه الجند) أين يمكنه تصنيف وجوده في هذه الحال¿
– أنا من الحشود الفائضة التي لم تصح بعد وإن كنت أدرك اللعبة اللامعة لكني لست من الأغلبية الذين يحلمون وينتظرون الحصول على شيء بصدق لم أعد أنتظر الحصول على شيء بقدر ما أحاول أن أكتب دفاعا عن نفسي.
* مقاطعا.. دفاعا عن النفس فقط¿
– ليس هناك بدائل وليس لنا عمل وبرغم أننا نكتب بكسل وقرف وندرك أن الكتابة صارت مهنة رديئة في هذا العالم وأنه لا صدى لها لكننا نكتب لندافع عن أنفسنا وعن أن يدفعنا هذا الواقع إلى الجنون.
* لماذا لا نفترض أن تكون الكتابة فعل تغيير وتصويب¿
– الأديب ليس مسؤولا عن تغيير العالم برمته وهو ليس مناضلا سياسيا ليقود التغيير يجب أن نعترف أن الأدب والشعر كأحد أشكال الكتابة لا وجود لهما في المعادلة اليوم.
* مقاطعا.. هذه انهزامية وتراجع عن مبدأ الحضور العضوي للأديب أو المثقف في المجتمع¿
– هو يعيش في مشهد يائس والمواجهة غير متكافئة ومع ذلك فالمثقف – أي الأديب أو الشاعر – مضطر للصراخ بالكتابة في عالم يتحكم به اللصوص وأفراد قليلون يحتكرون المال فيما بقية الحشود يقضون أوقاتهم في الشاشات الفضائية أو متابعة إعلانات المساحيق والملابس الداخلية.. (يضحك).
* اسمح لي أن أسألك عن اتحاد الأدباء والكتاب أين هو في هذه الظروف الوطنية الدقيقة والحرجة¿
– اتحاد الأدباء مغلق نادي القصة مختطف مع بيت الشعر أيضا لا توجد مجلة ثقافية محترمة وموزعة لا توجد دار نشر واحدة لا يوجد مسرح أو سينما لا يوجد باب أو نافذة!!
* هذا نصف مفتوح¿
– اعتبره ما شئت.. ودعني أتابع:
نعرف أن الفضاء صار واسعا.. وأن رواد محل نت في (الصافية) أكثر من رواد دار الكتب في بيت الثقافة.
* أعود لأسأل لماذا لا يتحرك الأدباء لعقد مؤتمرهم العام. رغم انتهاء شرعية قيادته حتى الآن¿
– إذا ما حدث وتحركوا فسيتحركون قبل انعقاد المؤتمر بأسبوع, ويتكتلون ويناضلون (….)!! دفاعا عن وحدوية الاتحاد ويرفضون أية إصلاحات تمس هذه الخرابة الوطنية مثلما حدث في المؤتمر العاشر قدمنا ورقة إصلاحات جادة وبعد خصام وتعب صوت المندوبون على الورقة التي تتضمن أن تعقد دورة للوثائق بعد عام وها قد مرت فترة الأربع سنوات والاتحاد مغلق في صنعاء وفي الفروع والمحافظات.
* لكن لا يعني كل هذا أنه ليس ثمة فرصة أمامكم كأدباء وأعضاء في الاتحاد لاستعادة وتصويب مساره¿
– الاتحاد انتهى بشكله القديم كغيره من المؤسسات الشمولية وإذا كان لا بد من عقد مؤتمر عام فأن يكون تحت لافتة إقرار الأقاليم الستة وبما يعني الاستقلالية الكاملة إداريا وماليا في الفروع وأمانة عامة خفيفة مهمتها تنسيقية ثم إلغاء المجلس التنفيذي بحيث تتحول الفروع إلى نواد وسط المدن للالتقاء والتنسيق.
* بالعودة إلى نتاجاتك الشعرية نقرأ لك في الفترة الأخيرة نصوصا ملتحمة بالهم السياسي واليومي لعام…¿
– مقاطعا… لا نستطيع أن نقول عنها شعرا ه