التغيير في كتابات الصحفي المرحوم/ عبدالرحمن سيف إسماعيل
* هاشم عبدالحافظ
أعود بالقارئ إلى الخلف مستحضرا من ذاكرة الصحافة ما استطعت عن الفقيد عبدالرحمن سيف إسماعيل عبسى تغشاه الله برحمته وألهم أهله ومحبيه الصبر والسلوان إنا لله وإنا إليه راجعون لعلي أكتب كما ينبغي لأول مرة الراحل الصديق وافاه الأجل بصنعاء عن عمر ناهزالـ(65) عاما ووري جثمانه في مقبرة قرية حارات أعبوس ناحية القبيطة لواء تعز سابقا.
تعرفت عليه أول مرة في منزل الأخ/ عثمان عبدالجبار راشد عضو المكتب السياسي للحزب الاشتراكي اليمني بصنعاء وذلك إثر لقاء تعارفي حضره عدد لا بأس به من أبناء الأعبوس (في 1/أغسطس 1991م ) وكان هدف اللقاء بعث روح التواصل فيما بينهم داخل العزلة وخارجها واقتراح بديل يحل محل صناديق تكافلية تعنى بشأن أبناء كل قرية على حدة كانت قد تأسست في بعض مدن شمال اليمن (ج.ع.ي) قبل الوحدة الاندماجية (مايو 1990م) وكان من أهدافها رعاية الأعضاء وتقديم مساعدات لهم عند الضرورة. تواصلنا – أنا والفقيد- كان تواصلا متقطعا ولكن للأمانة لازمنا منفردا شعورا بوجود قاسم مشترك. وكان قد حدثني عن بعض رفاق دربه وأنصار الحزب الذي كان ينتمي إليه (الحزب الاشتراكي اليمني) والكلام له: أنهم طلبوا منه إعادة إلقاء محاضرة في مقر منظمة الحزب في المنطقة الشمالية لأمانة العاصمة لشعورهم بنقص معلومات تاريخية.. وهو شاطرهم نفس الشعور لأن ضيق الوقت والحالة الصحية كانا سببا للنقص الذي تبين له في نشأة وتطور الجمعيات الأهلية أو منظمات المجتمع المدني ماشئت سمها في هذا البلد. شجعته على تلبية طلبهم ونصحته بتناول نشأة هيئات التطوير التعاوني واللجان التنموية حيث شهدت الألوية العشرة منها تعز صنعاء الحديدة إب ..الخ والعزل والنواحي تأسيس مثل هذه الهيئات للفترة 66-1975م كما تكون أول إتحاد للهيئات التعاونية عام 1973م الباحث ابن سيف أبلغني أنه انتهى من إعداد محاضرته بعنوان(( تاريخ تطور منظمات المجتمع المدني في اليمن)) وهو عنوان المحاضرة السابقة وقد طلب مني أن أشارك بمداخلة مركزة بعد الاستماع لملاحظتي ولكني اعتذرت له.
كانت حالته الصحية لا تسمح بإلقاء المحاضرة برغم أنه أعدها بل هيأ نفسه لإلقائها وبنفس اليوم سلم لي موضوعا كتبه عن الفقيد/ سلطان أحمد عمر مقبل العبسي لتسليمه زميلا في ((الثورة)) و((الوحدة)) هو الأخ /طه عبدالصمد نشر قبل وفاته في ((الثورة)) الأربعاء 22/ -الخميس 23 / يناير/ 2014م بعنوان “عشرون عاما مازال حاضرا في الذاكرة- سلطان أحمد عمر..فلسفة النضال والكفاح من أجل الحرية والبقاء.
أسجل هنا تقديري واحترامي نيابة عن أسرة الفقيد لرئيس تحرير((الوحدة)) لنشر رسالة المناشدة العاجلة لمناشدة رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة الاهتمام بعلاج الباحث((عبدالرحمن سيف)) كنت قد سلمته الرسالة مساء الثلاثاء والصحيفة ماثلة للطبع قبل أن يبلغني زميله قائد يوسف الزبيري محرر((الجمهورية)) تعز عن رحيله عصر الأربعاء 29/ يناير 2014م لحظتها أخرجت تلفوني من جيب شميزي واتصلت فورا بالزميل طه عبدالصمد وأبلغته بوفاة زميله رحمه الله, فلم يصدق بداية ولكنه استجاب للطلب مشكورا ونشر التعزية في (الثورة) صبيحة الخميس 30/يناير 2014م. لذلك لقاءاتنا امتدت حتى قبل رحيل الباحث (ابن سيف) في غرفة العناية المركزة, مركز القلب, مستشفى الثورة العام بصنعاء الأربعاء 29يناير 2014م.
أود العودة بالأعبوس والمهتمين من غيرهم إلى اللقاء بصنعاء التعارفي السابق الذكر, كي أواصل الحديث معهم عن التغيير في كتابات الصحفي المرحوم/ عبدالرحمن سيف إسماعيل, حيث لاحظته في مجلس المقيل يستمع لكل متحدث ويدون ملاحظات تأهبا لإيضاح ما كان غامضا في أحاديثهم, طالما استمع إلى رؤاهم, الملاحظات دلت على حصافته وفهمه لأبعاد العمل الاجتماعي الخيري المتعدد الأغراض, بل عقب عليهم أدهش الحضور ومن سبقوه في الحديث حسبوا بأنه سيكون منفعلا وغير قادر على إيضاح ماهو غامض والرد الشافي على استفساراتهم عن مصائر الصناديق!! لأن بعضهم مالوا بحكم مشاربهم الفكرية إلى مسمى الخيري وأحيانا بإضافة الاجتماعي ليصير التعامل باللفظ الأول ولو كان جمعا (الخيري الاجتماعي) كانت خلاصة ملاحظتي تزكية تعقيب الزميل المناضل. وبالتالي تعمقت معرفتي به أثناء نقاش الأمر مع أبناء الأعبوس بالأمانة وكانت الخلاصة اتفاقنا جميعا على تشكيل جمعية اجتماعية خيرية القاسم المشترك لأبناء الأعبوس تم تأسيسها بصنعاء (في 16/8/1991م) وكذلك إصدار نشرة شهرية مؤقتة ناطقة باسمهم فهمت أن الباحث النموذج البسيط والجدير بالاحترام يميل