أيها المعرقلون لا تظنوا أنكم بمنأى عن أعين العالم
د/عبدالله علي الفضلي
*يتصرف البعض من القوى اليمنية النافذة مع مخرجات الحوار الوطني وتنفيذها بنوع من الاستهتار والاستهزاء والفتور بل وعدم الاعتراف بها والتنكر للمؤتمر ومخرجاته التي باتت قاب قوسين أو أدنى من البدء في تنفيذها خطوة خطوة ومرحلة مرحلة ولكن يبدو أن هؤلاء المعرقلين لا يأبهون بما يقومون به من أعمال وتحركات ونيات مبيتة لمحاولة إعاقة تنفيذ مخرجات الحوار والتي على ضوئها سوف يتمخض عنها بناء دولة مدنية حديثة وعقد اجتماعي جديد ونظام سياسي جديد وعهد وصفحة جديدة وحكم رشيد جديد ومواطنة متساوية واحدة وجديدة وعقول وأفكار جديدة .وبالتالي لا يخافون من نتائج أعمالهم الوخيمة.
*فكل دول العالم تراقب وتتابع وبدقة متناهية الأحداث والتطورات وترصد الخروقات وافتعال الحروب والأزمات في اليمن وذلك عن قرب, كما تسجل الوقائع والتحركات لكل حزب أو فصيل أو جماعة أو أفراد. وهذا ما تم استنتاجه من خلال مسودة قرار مجلس الأمن الدولي الأخير والذي تم نشره في معظم المواقع الالكترونية والصحف في العالم أي أن العالم كله ليس بعيدا عن اليمن وعن مايجرى فيه فهو يراقب ويحلل ويستنتج ويعرف جيدا أصحاب النيات الخبيثة وأصحاب النيات الطيبة وسوف يوفد مجلس الأمن الدولي عما قريب إلى اليمن لجنة دولية لتقصي الحقائق وتدرس عن قرب من هم المعرقلون الحقيقيون المتخفيون والمتسترون والمتعاونون معهم . فالعالم كله مصمم ومصر على إنجاح العملية السياسية في اليمن والانتقال السلمي للسلطة من خلال اتخاذ كافة الإجراءات والضمانات لنجاح هذه العملية حتى لو اضطر مجلس الأمن إلى اتخاذ الإجراءات الرادعة والتدخل المباشر لإسكان أصوات المخربين والمعرقلين ومحاسبتهم .
*قال لي احد الأصدقاء وهو يحاورني ان رجلا سويسريا كان مستأجرا لمنزله في صنعاء هو وأفراد أسرته كخبير في إحدى المنظمات الدولية في المدة من عام 2008 – 2011 إلا أن أحداث 2011 وفي ذروة الأزمة السياسية والفوضى العارمة والقتال الدائر في شوارع العاصمة صنعاء اضطرت هذا الخبير إلى المغادرة وترك أثاثه وسيارته وكل متعلقاته الأسرية وأوصى صاحب المنزل أن يبيع أثاثه وسيارته ويخصم منها الإيجارات المتأخرة ومن ثم يرسل له بما تبقى من قيمة الأثاث والسيارة إلى بلاده سويسرا وهذا ما تم بالفعل . وفي مطلع 2014 اتصل ذلك الخبير بصديقي يستفسره عن أحداث مجمع الدفاع ومستشفى العرضي العسكري وما خلفية هذا الهجوم وأهدافه على المرضى والأطباء وجنود الحراسة والى متى سيظل اليمن يعيش أحداثا دموية ومؤسفة وتفجيرات إرهابية وحروب قبلية وتقطعات واعتداءات متكررة على أبراج الكهربا وأنابيب النفظ وهل هناك نهاية لهذه الأعمال التخريبية والإرهابية المخلة بأمن واستقرار ووحدة اليمن.والإساءة إلى اليمن ومكانتها الحضارية .
وقال لصديقي تصور ان البرلمان السويسرى الفيدرالي قد عقد جلسة طارئة عقب أحداث مجمع العرضي والمستشفى العسكري وناقش الأوضاع والتطورات في اليمن وأكد البرلمان السويسرى على أن العالم كله يقف الى جانب اليمن وهو مصمم ومصر على إنجاح العملية السياسية والانتقال السلمي للسلطة في اليمن وفقا للمبادرات والقرارات الدولية وبالتالي لن يسمح باستمرار الاختلالات الأمنية والعسكرية والأحداث الأخرى في تقويض العملية السياسية في اليمن , في الوقت الذي ينظر فيه العالم إلى التجربة اليمنية بإعجاب شديد وهو يدعم ويشجع مثل هذه التوجهات التي من شأنها أن يتحول من خلالها اليمن إلى عهد و وضع جديد. وهذا ما حكاه لي ذلك الصديق , ولكن أخواننا في المسرح السياسي اليمني لا يدركون خطورة ما يقومون به من افتعال الأزمات وتفجير المواقف واختلاق الحروب غير المبررة والاستمرار في نهج متخلف قد عفا عليه الزمن وهو الحرب لان منطق الحرب قد بات منبوذا وممقوتا ومكروها في اوروبا وغيرها من دول العالم بعد ان ذاقت الويلات من الحروب وما خلفته من كوارث ومآس على الشعوب, فما بالنا بافتعال الحروب في اليمن بين شعب واحد دينه واحد وربه واحد وشريعته واحدة ولغته لغة واحدة وتاريخه واحد وأرضه واحدة وعاداته وتقاليده واحدة ومزاجه السياسي واحد وثورته واحدة , فالعالم كله يتسابق في مجالات العلم والصناعات الحديثة والاختراعات والاكتشافات والإبداعات التي تعود على شعوبهم بالرخاء والاستقرار والعمل على رفع مستويات شعوبهم اقتصاديا وصحيا واجتماعيا وعلميا ونحن في اليمن لا نفكر إلا بالسباق إلى قمم الجبال واحتلالها والتمترس خلفها وذلك تحسبا لقيام أي حرب محتملة. وتكديس الأسلحة والاستعداد للقتال , وطالما هذا هو منطقنا فانه لن تقوم لنا قائمة حتى لو تحاورنا عشرين عاما قادمة طالما أننا