تحقيق الأمن مسئولية من¿

عبدالله علي النويرة


 - يعتقد الكثير منا بأن تحقيق الأمن والاستقرار للمجتمع هو مسئولية الدولة فقط وهذا اعتقاد خاطئ بكل المقاييس فالدولة هي القائد لمسيرة الشعب وحامي حماه وهذا

يعتقد الكثير منا بأن تحقيق الأمن والاستقرار للمجتمع هو مسئولية الدولة فقط وهذا اعتقاد خاطئ بكل المقاييس فالدولة هي القائد لمسيرة الشعب وحامي حماه وهذا صحيح ولكن إذا لم يكن المواطن مشارك للدولة في الهموم والتطلعات فإنه من الصعب أن تحقق له الدولة كل ما يرغب في تحقيقه.
إن مشاركة المواطن في تحقيق الأمن فالدولة مهما بلغت قوتها ومهما توفرت لديه من إمكانيات بشرية ومادية فإنها لا يمكن أن تتمكن من تحقيق الأمن والاستقرار إذا لم يعتبر كل مواطن نفسه رجل أمن بالدرجة الأولى ويشارك مشاركة فعالة في ذلك.
إننا كثيرا ما نشاهد بعض التصرفات التي تصدر عن أناس موتورين مريضي النفوس وهذه التصرفات قد يكون لها انعكاس سلبي على أمن المواطنين وبعضنا يأخذ الأمور بعدم اكتراث قائلا: “وما دخلي أنا في ذلك” وهو لا يعلم بأن مثل هؤلاء الناس لا يؤثرون على أنفسهم فقط وأن التأثير على الدولة هو تأثير على كل مواطن في أعالي الجبال وبطون الأودية وأواسط المدن فالمشاكل الأمنية تنعكس بشكل سلبي مؤثرا على حياة كل فرد كبير أو صغير مزارع أو موظف لأن القلاقل والفتن تؤدي إلى زعزعة الاستقرار وخلخلة البنية الاجتماعية وتقلب حياة الناس إلى جحيم.
إن ما يحصل حولنا يؤثر علينا وعلى مستقبل الأجيال من بعدنا فكم من إنسان مريض مدسوس يقوم بعمل جبان محاولا الانتقام من جهة معينة وإذا به يقلب حياة أمة بأكملها رأسا على عقب بسبب تصرف طائش أرعن يرضي به نفسه المريضة أو مقابل أن يرضي به أسياده الذين يهمهم خلق القلاقل والفتن في المجتمعات المسلمة المسالمة ليسهل اختراق هذه المجتمعات والسيطرة عليها.
إن الكثير من الذين يقترفون أعمالا مخلة بالأمن والاستقرار هم في حقيقة الأمر ممن باعوا أنفسهم للشيطان وهم مملوئين بالحقد على أنفسهم وعلى الآخرين وإلا فكيف نستطيع تفسير تصرفاتهم التي تؤدي إلى التأثير على آبائهم وإخوانهم وأبنائهم وتحول حياتهم إلى جحيم هل يمكن أن يقوم بمثل هذه الأعمال أناس ذوي فطرة سليمة وقلوب بها ذرة من حب لأهلهم وذويهم قبل حبهم للآخرين بل إنهم يكرهون حتى أنفسهم لأنهم ينتقمون منها قبل انتقامهم من الآخرين.
إن هؤلاء المرضى يعيشون بيننا وفي أوساط مجتمعنا وقد نعرفهم وقد نعرف أن لديهم نيات سيئة سواء ضد أناس معينين أو ضد المجتمع ككل وهذا يفرض علينا أن نكون حصنا منيعا أمام مثل هؤلاء وأقل ما يمكن أن نقدمه خدمة لأنفسنا أولا ولوطننا فإذا قام كل مواطن بواجبه وتيقظ لما يدور حوله وراقب أصحاب النفوس الضعيفة فإن ذلك كفيل بمنع حصول الجرائم قبل وقوعها وعلينا أن لا نجامل في هذا الموضوع حتى لو كان مثل هؤلاء المجرمين هم من أقاربنا وأصدقائنا فإن ذلك أدعى لأن نعمل على إيقافهم عند حدهم قبل أن يتحولوا إلى سرطان يصعب السيطرة عليه وعلينا أن ندرك أن السرطان يبدأ بتحطيم الخلايا القريبة منه قبل البعيدة .. فمتى ندرك أهميتنا في المجال الأمني.
حفظ الله بلادنا من كل مكروه ووفقنا الله لخدمتها والحفاظ عليها آمنة مطمئنة إنه على كل شيء قدير.

قد يعجبك ايضا