زائر الفجر .. ….بلس عبد الملك !!
عبد الرحمن بجاش
أصحو للصلاة فجرا ….هذا الصبح رأيت صديقي الزائر السنوي …هناك على نفس الغصن مكسو بالزرقة يأتي في موعده لا يتخلف , ظللت أراقبه وأملأ إذناي وروحي وهو يدندن حكاية إبداع الله في هذا الكون الذي لم نقدره !! هذا الفجر كان هناك على نفس الشجرة , سكب في إذني وروحي بعض هديل مزن السماء وذهب , آخر يداوم على لقائي عصر كل يوم من كل عام وفي نفس المكان , يأتي عند الرابعة عصرا وعلى جذع الشجرة أمامي يضع تعبه , يستريح , ينفش ريشه , ينظفه بمنقاره , جسده رمادي , برجلين أسودين , رأسه اسود , جميل ..جميل , لا أملك بعد أن يودعني سوى أن أردد : يا الله ما أجملك …ما أجمل خلقك …..وما أبشع نفوسنا حين ندمر كل جمال من حولنا !!! . أعود للنوم لأصحو عند التاسعة وإلى اللابتوب حق بنتي اهرع – حيث خرب جهازي – , افتح …أضع يدي على قلبي …لا يوجد غير فيديو يبرر قتل الأبرياء في العرضي , عفوا ( غزوة العرضي ) , بواسطة أبو وأبو وأبو …., سيارات مفخخة, منظمات تصفي بعضها وكل يدعي انه المسلم الأصل !!!, أخبار سياسة كلها تأتي تحت تعريف المدرسة الانتهازية ( السياسة بلا أخلاق ) !! من حضن هذه الصحيفة العربية إلى تلك لا تجد خبرا يعيد إليك نفسك , لا تجد غير المنغصات …قتل وتهجير …وفقر ….وجوع ….وظلم …وقهر ….وعالم بلا ضمير , واهرب من الموت لألاقيه , ففي الفيسبوك لا تجد ما يشبع الروح من الصبح , بل دكم… ودكم آخر , إلا من رحم ربك تكون قد أطللت عليه مساء , اما من الصبح فلا حول ولا قوة الا بالله ….., افتح باب صفحتي رويدا رويدا خوفا من المفاجآت ,,,لكنني هذا الصباح التقيت بالوجه الرائع حسن الوجه والطوية زميلي فؤاد الحرازي ينقلني عبر التاريخ الحديث …لقطات اؤرشفها عندي , لألمح وجه زميل المدرسة مهندس عبد الملك الثور لأقرأ في رسالته أجمل خبر أعاد إلى بجاش الذي قد كان يستأذن أن يغادرني هربا من فجائع الاخبار إياها ….خبر عبد الملك ( تم اليوم تدشين تصدير البلس التركي إلى لبنان ماركة العسيب والكرفته , انتاج مزارع صديق المزارعين في منطقة غيمان , وسيتم تصدير شحنتين اسبوعيا عبر اليمنية ) , كان عبد الملك قد ارسل إلي اخبارا مشابهة من قبل وجنبتها لأكتب من وحيها , لكن ما هو آني ظل يجبرني على تجاوز المهم إلى الأهم حسب تقديري , لكن خبره الآن هو الأهم والأجمل , والذي يفترض أن يحتفى به , للأسف الذي ما بعده أسف , فلن يلتفت إليه , هنا أقف وأقول بالفم المليان أن هذا ما نريده , وهذا ما تريده هذه البلاد , مش تصدير اخبار الدمار والتنابز و( طلبة الله ) , أريد شخصيا أن أرى كل فجر صديقي الزائر السنوي …..وبعد التاسعة ….هذا الصباح خبر عن تصدير كمية من مشاقر صبر , والصباح الآخر ( عزف تهامة ) وثالث ( طينيات سامع ) ورابع (رمان صعدة ) , وبلس حده , وأزياء صنعاء التقليدية , واسماك سقطرى ,و قطن أبين الذي أضاعه الفيد , والله أن هذه البلاد لو شمرت عن ساعدها وتجاوزت هذه النخب إلى الإنتاج لعاشت في رخاء لن تفكر في ظله لا بالأقلمة ولا بالمركزية ولا باللامركزيه و, فالقضية تتمثل يا قوم في اللقمة , وما نراه الآن بكل أشكاله وصوره انعكاسا للخوف من الجوع والفقر – أتحدث عن القاع وليس عن من لهف كل شيء- فالناس من صعدة إلى ذمار إلى تعز إلى عدن إلى الغيظه لا تهمهم السياسة بقدر ما يهمهم اشباع بطونهم بشرف وتأمين اللقمة والدفتر والكتاب لأولادهم ومسكن يقيهم من الذل , أنظروا إلى اليابان والصين , وعلى فكره فالصين ترسل لنا حتى الثوم الأخضر , ونحن بسبب الفساد نستورد أحقر أنواع المبيدات لنطعمها للمساكين الذين لا يستطيعون حتى الوصول إلى مطار صنعاء للسفر إلى الخارج للعلاج من أنواع السرطان التي ترتفع نسبها كل يوم , ولا يهتم لها الساسة والمسيسين !!, أعود فأقول : أعيدوا الاعتبار لهذا البلد وسترون ما تجود به شطآنه وبحاره وسهوله وجباله , صحاريه , ومزارعه , شكرا عبد الملك , شكرا صديق المزارعين بالذات للأب رحمة الله والد الأستاذ الكبير الإذاعي العلم عبد الرحمن مطهر الذي أسس وظل يجوب شوارع صنعاء كل يوم يدعو إلى الإنتاج والزراعي منه بالتحديد ما لم يقم به جهاز الإرشاد الزراعي بكل إمكاناته , وانظر فقط إلى معاني ( صديق المزارعين ) وقبل أن أختم أذكر أن (غيمان) هو الاسم الأصلي لما نسميه الآن( نقم) الذي يعني كما قيل لي ( قف ) وهي تسمية تنسب لابرهة …..شكرا لزائر الفجر – مش زائر الفجر الثاني – الأزرق انه الهمني هذا …….