لماذا الحملة الإعلامية على وزارة الداخلية¿¿

عبدالله علي النويرة


 - 
الحملة الإعلامية المركزة على وزارة الداخلية تعتبر من أشرس الحملات الإعلامية على أي وزارة ذلك أن المتتبع لوسائل  الإعلام اليمنية يجد أن القاسم المشترك بين هذه الوسائل هو الهجوم المستمر والممنهج ضد وزارة الداخلية دون أن نجد من يسأل نفسه

الحملة الإعلامية المركزة على وزارة الداخلية تعتبر من أشرس الحملات الإعلامية على أي وزارة ذلك أن المتتبع لوسائل الإعلام اليمنية يجد أن القاسم المشترك بين هذه الوسائل هو الهجوم المستمر والممنهج ضد وزارة الداخلية دون أن نجد من يسأل نفسه لماذا¿ بل أصبح كل من يريد أن يظهر في الأضواء لا يجد أمامه سوى الهجوم اللاذع على وزارة الداخلية باعتبارها الوزارة التي يعتبرها الجميع مسؤولة عن أي شيء وكل شيء في هذا البلد الذي يعاني من اختلالات في جميع نواحي الحياة ولكن الجهود منصبة على نقد وزارة الداخلية دون مراعاة لأبسط مقومات التفكير المنطقي الذي يفترض أن يتحلى به كل كاتب مهما كان توجهه.
إنني بادئ ذي بدئ لا أدافع عن وزارة الداخلية لمجرد الدفاع عنها وليس لأني احد منتسبيها فكل أجهزة الدولة لديها من المشاكل والهموم والقصور الشيء الكثير ومن ضمنها هذه الوزارة التي يتم تحميلها أشياء فوق طاقتها كيف لا والجميع يريد من وزارة الداخلية أن تقوم بعملها بعيدا عن ما يحصل في الوطن من تدخلات محلية وإقليمية ودولية وكأن العاملين في الوزارة يملكون عصى سحرية يمكنهم بها أن يصلحوا جميع مرافق الدولة ويمكنهم ان يتمكنوا من القضاء على كل الاختلالات التي يقوم بها من بيدهم عدد من العصي السحرية للتخريب الذي يطال كل شيء.
لا ادري كيف تستطيع وزارة الداخلية ان تقوم بالمهام المطلوبة منها وهي تواجه عددا هائلا من مراكز قوى متنفذة لديها من السطوة والقوة والنفوذ ما يفوق ما لدى وزارة الداخلية.
لا يدري أي عاقل كيف تستطيع وزارة الداخلية أن تقوم بعملها وهي محكومة بتوافق مقيت يحرم عليها الاقتراب من بعض الأمور التي هي خطوط حمراء لا يحق لأحد الاقتراب منها.
لا يدري أي عاقل أو مجنون كيف تستطيع وزارة الداخلية القيام بضبط الأمن وتحقيق الاستقرار وهي محكومة بعدد هائل من الضوابط التي تفرمل أعمالها وتشل حركتها خوفا من إغضاب فلان أو زعل علان.
لا يدري أي عاقل كيف تستطيع الداخلية القيام بعملها والجميع يحذرها من فتح جبهات هنا وهناك حتى لا يتم استغلال هذه الجبهات في أن تكون نواة لحروب أهلية كما يزعمون.
لا ندري ولا نريد أن ندري كيف تستطيع وزارة الداخلية ان تضرب بيد من حديد على يد العابثين بالأمن والاستقرار وهم مجرد أدوات تابعين لمراكز قوى تحميهم ولا زال بيدها الكثير من أوراق الضغط التي تستخدمها وتريد أن تفجر الأوضاع بأية وسيلة كانت ولا ينقصها سوى العذر الذي تنتظر ان تقدمه لها وزارة الداخلية.
القوى الإقليمية والدولية تنادي بضبط النفس وأن لا تنجر الحكومة إلى مواجهات قد تخرج عن السيطرة ثم بعد ذلك ننتقد بكل شدة وزارة الداخلية التي تقوم بعملها حسب الظروف الموضوعية ولا أدري لماذا يتناسى الجميع بدون استثناء مئات الشهداء الذين سقطوا من جهاز الأمن وهل سقطوا وهم يتنزهون في الحدائق العامة أم خلال مواجهات مع المخربين وقطاع الطرق والمنظمات الإرهابية التي لها امتداد إقليمي ودولي والتي تحتاج إلى وجود تلاحم وطني غير موجود لدينا للقضاء عليها.
ليس هذا دفاعا عن وزارة الداخلية التي هي في وضع لا يحسد عليه وإنما هو توضيح لبعض الحقائق التي قد تغيب عن البعض والتي يدركها الكثير من المنتقدين ولكنهم ينتقدون وبكل شراسة ليس لأجل المصلحة العامة وإنما لزيادة المكايدات وتغليب المصلحة الخاصة على المصلحة العامة وانتصارا لحزب أو فئة من الناس ليس إلا.
إن وزارة الداخلية جزء من منظومة حكومية متكاملة إذا صلحت هذه المنظومة فإن وزارة الداخلية ستكون في مقدمة الصفوف ولكن في الظروف الحالية من المستحيل أن تستطيع أي وزارة أن تقوم بعملها على الوجه الأكمل بعيدا عن الاختلالات التي تكاد تعصف بمجمل أعمال الحكومة برمتها وهذا الأمر يجب أن يكون في مخيلة كل من ينتقد بتجرد ومصداقية, أما المنتقدون لغرض في نفوسهم فلا أمل في أن يفهموا لأنهم في حقيقة الأمر لا تهمهم الحقيقة ولا يبحثون عنها.
حفظ الله الوطن من كل مكروه.
ALnwoirah3@gmail.com

قد يعجبك ايضا