كتبت أعمالي في أماكن لا تخطر على بال أحد

لقاء/ محمد القعود

استطاع خلال سنوات قليلة أن يحقق مكانة مرموقة في الساحة الثقافية اليمنية وإن يكون من الأسماء الروائية الشابة المبدعة التي تزهو بها الرواية اليمنية أنه الروائي المبدع بسام شمس الدين الذي يواصل تألقه الإبداعي ومشواره في مجال الرواية بجدارة واقتدار.
ولم يأت ذلك من فراغ بل من موهبة ودأب على كتابة رواية تحمل بصماته وأسلوبه وإبداعه المتميز وتمثل ذلك في رواياته الأربع “الطاووسة 2004م و”الدائرة المقدسة” 2008م و “هفوة” 2009م, وأخيرا “لعنة الواقف” 2013م والتي كانت من الروايات الفائزة بجوائز دبي للإبداع.
في السطور التالية دردشة سريعة معه, اجريت على هامش جلسة أدبية.

ما هي الرواية في وجهة نظرك¿
– هي تلك الآهة التي تنطلق من وجدان المجتمع أو العالم الموازي لحياتنا ومعيشتنا بمعنى آخر هي الصورة التي تلتقطها عدسة الكاتب وتتأثر بخبرته ومهاراته وأفكاره أي إنها بصمة خاصة مميزة لكل بلد ولكل مجتمع وليس الكاتب سوى أداة من أدوات المجتمع. وليست الرواية بصمته بل هي تراث مجتمعي وليست شخصية.
ما هي الرواية الجيدة في وجهة نظرك¿
_ هي تلك التي تقف في أيدينا كثيرا ونعاملها بلطف واهتمام ونتذكر أحداثها ونتخيل أنفسنا أبطالا فيها أو نتخيل أبطالها ومجريات الأحداث فيها وكأننا نشاهد فلما مثيرا. وحين نتم قراءتها نتجشأ شوقا وحبا ونحس بالامتلاء والامتنان. ولكن للأسف القارئ اليوم في مجتمعنا بات يقرأ بدون عفوية ولديه أحكام مسبقة عن الحياة ويظل يربط بين حياة الكاتب الشخصية وبين الأحداث بل أحيانا يدع التشويق جانبا ويقرأ بعين الناقد المتشائم اللئيم. وهذا يحرمه من التخيل والعيش في أجواء الرواية.
الرواية اليمنية ما موقعها في خارطة الأدب¿
– إنها الآن في الواجهة الأمامية في المشهد الأدبي اليمني ونحن نرى الشعراء وهم يتجهون لفن الرواية بشغف كبير. ويحققون نجاحا. لا شك بأن الأدب يتأثر إيجابا وسلبا بالجوانب السياسية والاجتماعية والاقتصادية
ولكن المشاعر والقلوب تظل نفسها في كل الشعوب ولعل معظم الروائيين الرائدين هم من المجتمعات النائية. ولا شك إن بيئتنا أخصب في الموروث الثقافي إنها بيئة مناسبة لتدور بها أحداث أجمل الروايات العالمية. إنها مسألة اقتناص اللحظة المناسبة للكتابة.
والروائيون اليمنيون¿ كيف ترى إنجازاتهم¿
_ (ضحك) لم تعد قعودا يا سيدي بل صرت ثعلبا اليوم. ولا أستطيع أن أحكم على إنجازات أصدقائي ولكن سأحدثك بطرافة عن نفسي عادة ما ينظر البعض إلى إنجازي على إنه سلسلة موفقة من الأعمال المتتالية والمختلفة ولكن لا أحد يعلم بأني كتبت أعمالي في ثكنات عسكرية وأماكن لا تخطر لأحد على بال في الوقت الذي الجميع يغطون نوما في وسائدهم أتململ وقلمي أرقا على الأوراق البيضاء وكان هذا على حساب أشياء أخرى في حياتي كالدراسة والمعيشة الهادئة ومن الغريب أنني بعد أن شعرت بنوع ما من الاستقرار النفسي فقدت بالمقابل شيئا في أعماقي كان يدفعني بجسارة نحو اجتياز الدروب الموحشة. لعلها روح المخاطرة وما تحويه من إثارة.
لماذا لا تتحدث عن دخولك عالم الرواية¿
– لو تلاحظ بأن قصصي القصيرة تميل إلى الطول. وروايتي الأولى “الطاووسة” أردت أن تكون قصة قصيرة وعندما انتهيت منها رأيتها وقد تحولت بطريقة ما إلى رواية. وقد فوجئ أعضاء لجنة الطباعة في عام 2004م بمستواها واستغربوا أن يأتي شاب من القرية برواية غريبة مكتملة الشروط. وبالفعل قرروا طباعتها ضمن إصدارات صنعاء عاصمة الثقافة العربية.
لك عدة روايات… في أي رواية شعرت أنك وجدت نفسك فيها أكثر من الأخرى¿
_ أنا أعيش فيها جميعها ولكنها بيئات مختلفة وطرائق عيش مختلفة أيضا. يقول بعض الأصدقاء إنني في الطاووسة ظاهرا أكثر بسبب التشابه بيني وبين “سيف شمسان” بطل الرواية. العريف في الجيش اليمني. ولكنهم يتوهون في أعماق الرواية ويختلط عليهم الأمر بسبب الصراع الدائر بين طالبي الزواج أقارب الفتاة “هدية القلوب” وهي حبيبة سيف ويحارب من أجلها ويضطر إلى حمل السلاح. ومواجهة الخصوم. وهذا أنر بعيد عن شخصي.
تقول في روايتك الأخيرة (لعنة الواقف) الفائزة بجائزة دبي على لسان الراوي( كلما مررت بقرية أتعمد في النظر إلى مقابرها…) ماذا تقصد بذلك¿
_ يقصد الراوي كما يقول الشاب الذي يجلس قرب المقبرة يتأمل قبر أبيه( المقابر هي الوجه الآخر الخفي لحياة البشر الأخرى..) بمعنى إذا كانت البداية صحيحة تكون النهاية جميلة.. وهذا الشاب الذي زار بلدا أوروبيا لاحظ جمال مقابرهم ويشعر بالحزن على وجود قبر أبيه في مقبرة بائسة مليئة بالشوك والأحجار في القرية.
هل هناك رمزية من نوع ما¿
_ (يبتسم) عدت إلى دور الثعلب وفي الحقيقة هناك أشياء كثيرة لن تغيب عن القارئ الذي

قد يعجبك ايضا