إعادة توزيع الصراع على الثروة والسلطة..

عبدالله دوبله


 - الأقلمة لا تحل شيئا وهي مشكلة إضافية. صحيح غير أنها ليست بذلك السوء الذي يتخيله البعض.
فإن كان أي انهيار للبلد فهو سيكون مع الفيدرالية أو بدونها فلن تكون هي
الأقلمة لا تحل شيئا وهي مشكلة إضافية. صحيح غير أنها ليست بذلك السوء الذي يتخيله البعض.
فإن كان أي انهيار للبلد فهو سيكون مع الفيدرالية أو بدونها فلن تكون هي السبب فيه ولن تمنعه إن حدث. فالمشكلة في الفيدرالية هي في ذلك التحايل الذي كان قد قدمها كإجابة للحفاظ على الوحدة سواء كإقليمين كما بدأت أو على ستة كما انتهت إليه الآن.
لذلك كنت أحد الذين انتقدوا الفيدرالية بشدة غير أني وجدت أن التوقف عند نقدها فيما هي ماضية من خلال توافق القوى السياسية الرئيسية في البلد عليها أنه لن يكون مجديا فلؤلئك الساسة كنا نكتب وقد حسموا خيارهم.. الممكن الآن هو استشراف مستقبل الفيدرالية ومستقبلنا معها والذي لا أجد أنه سيكون مختلفا عما هو حاصل الآن. فالتحولات الكبيرة تحتاج لما هو أهم من تغيير شكل الدولة.
غير أن المتغير الأهم من وجهة نظري هو أن الناس سيكتشفون أن ذلك “المركز” الذي أجمعوا على كراهيته والتخلص منه أنه لم يكن مشكلتهم الوحيدة التي لم يكونوا يحتاجون إلا إلى التخلص منه..
فالأقاليم لا تعيد توزيع الثروة والسلطة بقدر ما تعيد توزيع الصراع عليهما أيضا فالمتصارعون في صنعاء سينتقلون بصراعاتهم كمحافظات قائمة في الأقاليم الجديدة وستلعب محافظات دور “المركز” كما ستستمر محافظات في لعب دور “الأطراف”. وكما كان الجميع يحلم بالتخلص من “صنعاء” ستستمر المحافظات بالحلم بالتخلص من بعضها كأن تحلم إب بالتخلص من تعز أو العكس والمهرة من حضرموت أو العكس والضالع من أبين أو العكس..
“لا أحد يطيق أحدا”.. ذلك هو الاكتشاف العظيم الذي سيكتشفه الجميع والذي كان من الممكن معرفته من الآن والإجابة عليه من خلال ما تحتاجه دولة المواطنة وسيادة القانون. غير أن العقول البدائية في العادة تجرب كل وصفات “الشعوذة” قبل أن تستسلم لتشخيص العلم والطب.. ولا غير ذلك هو ما نفعله الآن..

قد يعجبك ايضا