كنتاكي …ليس دجاجا فقط ¿!
عبد الرحمن بجاش
دعونا نخفف بعض هذا الهجير وعدم اليقين , ونهرب بأرواحنا قليلا إلى الدجاج !!, ليس دجاجنا ,بل دجاجهم , إذ يظل الفارق كبيرا بين دجاج ودجاج ¿¿, في لحظة من لحظات تجلي مدينة صنعاء , فتح ثمة مطعم واجهته ابهرتنا , ليحج الناس إليه أفرادا وجماعات , لأول مرة تعرف صنعاء دجاج كنتاكي اللذيذ بكرتونته الصغيرة التي عليها وجه رجل عجوز وسيم , لم نسال عنه , بل لم نشغل انفسنا بالسؤال كالعادة !! , لكن السؤال ظل في المخيلة واليكم الجواب : الصورة للكولونيل الأميركي هارلند ساندرز …وهو صاحب الخلطة السرية , عمل مزارعا في ولاية انديانا , وهو في سن العاشرة , بأجر شهري يعادل 2 دولار , ثم قاطع تذاكر , ثم جنديا , ثم اطفائيا , درس القانون بالمراسلة , عمل في القضاء , أدار شركة عبارات نهرية , ثم في مجال التأمين وبيع الإطارات , أدار محطات استراحات الركاب على الطرق وصار بعد الـ 40 يعد وجبات سريعة للمسافرين , لم يكن لديه مطعم بل باع الوجبات من مائدة طعامه , ولما كثر زبائنه افتتح مطعما يتسع لـ 142زبونا , ثم راح يطور خلطته السرية على مدى 9 سنوات والمكونة من 11 عشبة طبيعية وأنواع من البهارات , عرض عليه أن يبيع المطعم 164الف دولار في العام 53 لكنه رفض , لكن تغيير خرائط الطرق اجبره أن يبيعه في المزاد بـ 75 ألف دولار , اكتشف أنها لن تسدد ديونه , فقرر أن يتقاعد ويصرف من مدخرات الضمان , فكان أول شيك استلمه بمبلغ 105 دولارات أدرك أنها لن تكفيه وزوجته ,كان عمره 63 عاما, فقرر ألا يستسلم فبدأ يجوب الولايات مطعما بعد آخر يعرض طريقته التي قوبلت بالسخرية حيث بلغ عدد من رفضه 1008 مطاعم ليجد الفرج في المطعم 1009 , مع حلول العام 1964 أصبح لديه أكثر من 600 فرع لبيع الدجاج , فكان النجاح اكبر من طاقته وزوجته و167 عاملا , فباع الامتياز إلى براون جونيور , والى المليونير جاك مارسي مقابل مليون دولار ومرتب شهري مدى الحياة 40 ألف دولار , رفع بعدها إلى 75 ألف دولار مقابل الاستشارات ومقعد في مجلس الإدارة , ليؤتفع أصحاب الامتياز في 1971الى 3500 , توفي الكولونيل في العام 1980, وفي 82 أصبحت جزءا من شركة رينولدز, 86 جزءا من بيبسي كولا , مقابل 840 مليون دولار , وغيرت الشعار من كنتاكي فرايد تشيكن إلى kfc, 87 افتتح أول مطعم كنتاكي في الصين , 2004م بلغ عدد مطاعم kfc11 ألف مطعم منتشرة في العالم بينها صنعاء , هل يتذكر أحدكم متى افتتح ¿¿¿ , الحكاية ليست حكاية دجاج بل سيرة رجل نحت الصخر وانتصر , ترى كم لدينا من هذه الحكايات والسير الموؤودة والتي لا يسجلها احد , أجزم أن لدينا الكثير , لكننا نستحي مثلا أن نتحدث عن قصة نجاح الشيابنه في مطاعمهم ولا هم يدركون أهمية تسجيل السير, هنا فقط أرسل التحية إلى أ.احمد قائد الاسودي الذي يحارب من اجل إنجاح فكرة المشروع الخاص والذي به نجح الغرب كما ترون , وجزئية صغيرة معني بها من يرون في التقاعد أو الخروج من المنصب نهاية الكون …..لا… فثمة فرص في الحياة يمكن اللحاق بها وتسجيل حكايات إنسانية أخرى للنجاح …