مدينة تعز عاصمة الدولة الرسولية والعاصمة الثقافية لليمن الموحد

محمد محمد العرشي


أخي القارئ الكريم ..من أهم القرارات التي أصدرها فخامة رئيس الجمهورية المشير عبدربه منصور هادي القرار الجمهوري رقم (2)لسنة 2013م باعتماد تعز عاصمة ثقافية لليمن الموحد شماله وجنوبه شرقه وغربه الذي لم يكن صادرا من فراغ لأن اليمن شهدت في عهد الدولة الرسولية أزهى عصور اليمن على الإطلاق سواء التي سبقت عهد الدولة الرسولية أو العصور اللاحقة إلى عصرنا الحاضر فقد ازدهرت النواحي العلمية والفكرية إضافة إلى النواحي الاجتماعية والاقتصادية.

تصور أخي القارئ الكريم أنه كان في تعز ثلاثين مدرسة كل مدرسة تساوي جامعة في عصرنا الحاضر فكانت هذه المدارس تدرس فيها كل العلوم الشرعية وعلم الفلك والراضيات والفلاحة وكل هذا كان يتم بفضل دعم ملوك وسلاطين الدولة الرسولية الذين لم يكتفوا بالدعم المادي والتبني لهذه المدارس بل شاركوا في قيادة النهضة العلمية والفكرية وألفوا في كل المجالات في المجال الفلكي والزراعي والسياسيين والأدبي والمكتبات اليمنية زاخرة بمؤلفاتهم المخطوطة والمنشورة سواء في الداخل أو في العالم العربي والعالم الإسلامي وفي أوروبا وأمريكا بل أن المرأة اليمنية في ذلك العصر ساهمت في هذه النهضة العلمية وبنت العديد من المدارس..
ولقد أمدت هذه المدارس اليمن بالكثير من خريجيها الذين تخرجوا فمنهم العلماء والأطباء والفلكيون والقضاة والذين علموا في جميع أنحاء اليمن بل وخارج اليمن..
أخي القارئ الكريم.. هذه صفحات مشرقة من تاريخ العاصمة الثقافية لليمن الموحد (مدينة تعز) ولقد أهداني صديقي العزيز الأستاذ/فيصل سعيد فارع بتاريخ 1/11/2013م كتابه الموسوم (تعز قراءة المكان وعظمة التاريخ) يقع في ثلاثمائة وواحد وثمانين صفحة مكون من عدة فصول الفصل الأول: تعز وقراءة المكان الفصل الثاني: تعز عبق التاريخ الفصل الثالث: الجوامع والحصون والمدن المندثرة الفصل الرابع: المسكوكات والكتاب مزود بعدة خرائط وصور وثائق عن مدينة تعز.. وهو إضافة هامة في تاريخ المدن اليمنية وحصونها وقصورها… ومن يرغب في المزيد من المعرفة فعليه بالكتاب فهو جامع مانع..
مدينة تعز
تعز: مدينة في مرتفعات اليمن الجنوبية تقع في سفح جبل صبر الذي يبلغ ارتفاعه حوالي 3000متر عن مستوى سطح البحر ظهرت بهذا الاسم في المصادر في أواخر القرن السادس الهجري /الثاني عشر الميلادي مقترنا ذكرها بوصول توران شاه الأيوبي إلى اليمن سنة 569هـ/1173م على أن تعز كانت موجودة قبل ذلك بدليل أن توران شاه رتب فيها أميرا ينوبه مثلما صنع في زبيد وعدن وأن أخاه طغتكين قد أعاد بناء حصنها واتخذت قاعدة لبلاد المعافر وكان أول من مدنها ومصرها الملك المظفر الرسولي سنة 653هـ/1255م وأصبحت عاصمة الدولة الرسولية التي امتد حكمها إلى شتى بقاع اليمن ومنذ ذلك الحين عرفت تعز بعاصمة اليمن الثانية وقد زارها بن بطوطة (779هـ/1377م تقريبا) ووصفها بأنها من أحسن المدن وأعظمها وذكر أنها ثلاث محلات إحداها يسكنها السلطان وحاشيته وأرباب دولته وتسمى باسم لاأذكره…(وهي المغربة) والثانية يسكنها الأمراء والأجناد وتسمى عدينة والثالثة عامة الناس وبها السوق العظمى وتسمى المحالب (والأرجح المحاريب) ورسم نيبور خطة المدينة وبين عليها بابي المدينة وهما الباب الكبير وباب الشيخ موسى وقد توسعت الآن مدينة تعز وأنشئت فيها العديد من المصانع والمؤسسات التعليمية والصحية والخدمية وأنشئت بها جامعتها.
وتعز إحدى محافظات الجمهورية تقع في الركن الجنوبي الغربي من اليمن بحيث تطل عل البحر الأحمر ومضيق باب المندب وإلى الجنوب من العاصمة صنعاء بحوالي 256كم يحدها من الشمال محافظات إب الحديدة الضالع ومن الجنوب محافظة لحج ومضيق باب المندب ومن الشرق محافظتا لحج والضالع ومن الغرب البحر الأحمر ومضيق باب المندب وتبلغ مساحتها 10227كم2 ويبلغ عدد سكانها (2.402.569) نسمة وتتكون من (23) مديرية هي (التعزية الشماتين الصلو القاهرة المخاء المسراخ المظفر المعافر المواسط الوازعية باب المندب جبل حبشي حيفان خدير سامع شرعب الرونة شرعب السلام صالة صبر الموادم ماوية مشرعة وحدنان مقبنة موزع).
وتعز هي المدينة المحببة إلي لأنها أول مدينة عرفت فيها الكهرباء والمياه التي تصل إلى المنازل عبر الأنابيب (القصيب) ومشاريع المياه وركبت الطائرة لأول مرة عند سفرنا من صنعاء إلى تعز وعرفت فيها المستشفى الحديث وعربات الاسعاف المزودة بالأجهزة والمعدات ولاشك أنها كانت أول مدينة عبرت منها الحضارة الحديثة إلى اليمن في منتصف القرن العشرين في عهد الإمام/أحمد يحيى بن حميد الدين..
وبالتالي لم يكن القرار الجمهوري رقم (2) لسنة 2013م نابعا من فراغ بأن تكون تعز هي العاصمة الثقافية لليمن الموحد شماله وجنوبه شرقه وغربه ولقد ك

قد يعجبك ايضا