المثقف والثورة

سهير السمان

سهير السمان –

الشعوب قررت ترحيل الأنظمة العربية التي رزحت طويلا إلى أن أفسدت وتجذر فسادها رحلت رؤوس الأنظمة تلك وبقي مثقفوها وأبواقها المعتوهة التي كانت تبرر لها كل ما كان وما بقي من مثقفين ومفكرين اختار بعضهم الصمت والبعض الآخر همش وأقصي إلى أن أصبح خارج نطاق التأثير فلم تكن ثورات الربيع العربي نتاج توجه ثقافي من هؤلاء وما حدث هو اشتعال من شرارة بوعزيزي المحترق بظلم حكام العرب حين تنطلق الصرخة والألم من جسد تهاوت روحه وانطفأت من عقود ليختار الرحيل بتلك المفاجأة التي أعادت الحياة في شعوب تحتضر كلمة الإله الأولى” كن حرا” واختر أين تكون ومن تكون لتكن موجودا.
هنا يعيد الشارع صياغة الثقافة العقيمة وتعيد صرخات الشعب الحبر في الأقلام من جديد.
لم ترتق الزمرة المثقفة في دول الربيع العربي لمرتبة الدور القيادي الذي يوحد الجميع نحو هدف واحد ينعكس على المجتمع ليصل به لمرحلة النضج الثوري وتأسيسه ليواجه مرحلة الأزمات المتتالية ولم نر مشروعا نهضويا منهم يقود الثورة لتحقيق أهدافها وما الهدف الأهم إلا ثورة العقل على الجهل والموروثات الفاسدة فالثورة التي نتمناها هي ثورة عقل وفكر ولن تتحقق إلا إذا تحقق تواجد المثقف وأخذ دوره الريادي في تنوير المجتمع من خلال قراءة الأحداث ونقدها وتحليلها مع ربطها بعضها البعض وإزالة الغموض عنها وكشف المستور والطلوع بآراء ومساهمات ومشاريع تنموية من أجل الارتقاء بالحاضر وبناء متين للمستقبل. هل ستعيد الساحة دور الجميع¿¿ الثورة فوضى خلاقة وفي الفوضى يحدث الابتكار والإبداع. الثورة تعيد ترتيب كل ما كان وكل المفاهيم تصاغ من جديد بعد الثورة. كل مرحلة من مراحل الإنسان ثورة اكتشاف.

قد يعجبك ايضا