مـنú يـــعöـيد الحياة للمـثـقف ..!
عبدالخالق النقيب

مقال
* ثمة من يتجاهل المثقف مع سبق الإصرار والترصد ما زالت الأبواب موصدة في وجه المثقف لقد سئم الركض خلف مؤسسات ثقافية لا تسمن ولا تغني من جوع كم من الوقت مضى منذ أن انصرف كلية ونفض غبار الخيبة لا يهمه على أي حال انصرافه عنها صار يفضل الاعتماد على ذاته في بلاد لا تعتمد على ما تمتلكه من مخزون لمدخراتها البشرية سيمضي حيث أراد ولن يتردد في مناجاة الموتى والحنين إلى المقابر حيث ينزف آهاته وأنينه بالطريقة التي تتناغم مع سمو القيمة الفكرية لما يؤمن به هو الآن يفكر في اللجوء إلى المقاهي الشعبية ليحتفي بمنتوجه الأدبي في حضرة ثلة من المثقفين الأصدقاء .
* سيظل المثقف مؤمنا بأن سلعته التي يقدمها رائجة وسيسعى لانتزاع دور مؤسساته لصالح ميدان التحرير في الهواء الطلق حيث لا سلطة لأحد هناك تروقني فكرة ملتقى المثقفين في ضيافته أظنه على المدى القصير سيحظى بشهرة واسعة في الوسط الثقافي والأدبي كالتي حظي بها قديما القعود يتباهى بالمنصة التي خطب منها جمال عبدالناصر ويمضي حثيثا لجعل بوابة وزارة الثقافة منصة ثقافية بعد أن ضاقت دهاليز الوزارة ولا يتسع لأنشطة المثقفين سيكون ملاذ المثقف المشرد في ترهات وزارة لا تكترث لأمره ولا تأبه لفجور الخصومة المعلنة بينهما لقد ساءت العلاقة كثيرا خيال المثقف وأنسجته الفكرية عصية وتعج باليأس والإحباط وكبرياؤه يقف في المنتصف ويدفعه للتعالي على محنته في انتظار أن يمحوها الزمن يوما فيستعيد مجده .
* المثقف اليوم يحقد على (المقوت) ويتفاقم إحساسه بذلك الغل كلما ساقه الغيظ لحصر ما يمتلكه المقوت من عمارة وسيارة وأطيان الأراضي ويزيد تفاقمه وهو يلحظ النهم الشديد لتأمين المزيد وتوسيع فرص الدخل لذلك المقوت لعمري..! انها علاقة تتنامى بمرور الوقت وباستعصاء محنة المثقف والمح طيفها في الأحاديث البينية للأدباء والمثقفين والشعراء وفناني الكاريكاتير والفن التشكيلي ولك أيضا أن تتأمل شيئا منها في لوحاتهم وشعرهم وقصصهم المجسدة لمهنة (المقوت) وكيف أنها تبدو أبلغ من أعمالهم الأخرى من خلالها ستكتشف بمفردك الكم الهائل لما تختزله من معان جمة وأكثر عمقا لظاهرة مخيفة يكاد المجتمع أن يكون ضليعا في تأجيجها.
* ينتابني شعور محزن للغاية تجاه الخيبة والخذلان للمثقف ومشروعه الحالم علي أن أتحلى بضبط النفس واجعل دمي يتحرك في شتاء قارس إلى أن تعود الحياة للمثقف .. ذلك الإنسان الممتلئ بالوجدان والمثالية .. لكنه ما زال يقبع في الظل ويستجدي حلمه عله أن يلتقيه ولو صدفة .