المؤسسة العسكرية في صدارة المشهد القادم

فتحي الشرماني


 - بإرادة حرة وعزيمة وإصرار قرر اليمنيون أن يختاروا أسلوبا جديدا في إدارة حياتهم,
بإرادة حرة وعزيمة وإصرار قرر اليمنيون أن يختاروا أسلوبا جديدا في إدارة حياتهم, فوقع الاختيار على نموذج اللامركزية المتمثلة بستة أقاليم, تراعي قضية التنوع,وتستوعب كثيرا من الطاقات والطموحات, وذلك بقيامها على أساس اتحادي كفيل بتحقيق مبدأ الشراكة في التوزيع العادل للسلطة والثروة, وفي ظل ذلك ستبقى مؤسسة الجيش هي ضمير الوحدة وقلعة الوطن الحصينة التي تسهر على حماية الأقاليم مجتمعة, بل إن اليمنيين ستزداد معرفتهم بالمعنى الحقيقي للعبارة التي نسمعها ونقرأها دائما, وهي أن المؤسسة الدفاعية هي الصخرة التي تتحطم عليها كل المؤامرات التي تستهدف أمن الوطن وسلامته.
إن مؤسستنا العسكرية منذ اليوم بإزاء مهمة ريادية تضعها في صدارة المشهد القادم, وهي مهمة لا تستطيع أية مؤسسة أن تنافسها فيها لأن مؤسستنا العسكرية قبل كل شيء مهيأة بتركيبتها الوطنية الجامعة لأن تكون الروح الذي يحيا بها الجسد اليمني الاتحادي ويتطور, وهذا سيجعلها شريان الوطن المتدفق بالإحساس الوحدوي في كل إقليم من أقاليم جمهورية اليمن الاتحادية, وهو الأمر الذي يجعلني أشدد على أن تحظى هذه المؤسسة بالرعاية الاستثنائية في هذه الآونة, فتطوير قدراتها ومعالجة ما يعترضها من اختلالات مكسب كبير لمستقبل اليمنيين.
ولكي نكون أكثر عمقا, فإن مواصلة الجهود لاستكمال هيكلة هذه المؤسسة باتت ضرورة أكثر إلحاحا لأن هذه المؤسسة تشكل عماد المستقبل المنتظر, وهي الضامن الأساسي لإنجاح مسيرة التحول المتجسدة في عقد اجتماعي جديد, ونظام سياسي جديد, وهذا يقتضي أن تتهيأ هذه المؤسسة لمواكبة التحول, وبغير ذلك ستظل المؤسسة العسكرية قاصرة عن أداء وظيفتها المطلوبة.
فلابد من إنهاض جاهزيتها القتالية وتطوير قدراتها وإمكانياتها وإعادة النظر في مستوى قواها البشرية, وتصحيح ما في وحداتها من جوانب قصور واختلالات وليس ذلك إلا لأن المستقبل يتطلب وجود مؤسسة عسكرية نموذجية, ليس فيها مكان للضعف والعجز والعشوائية والفساد.
وأنا أحسب أن المقررات التي خرج بها فريق الجيش والأمن فيها من المواجهات والمبادئ ما يقود في حال تنفيذها بدقة إلى بناء جيش وطني قوي يسير في ركب العسكرية الحديثة, ففي مخرجات الحوار نجد القرارات الملزمة بإعادة النظر في القدرة الاستيعابية للوحدات العسكرية وفقا للمعايير العالمية, وكذا ضرورة شطب الأسماء الوهمية ومعالجة ظاهرة الازدواج الوظيفي, وغير ذلك من المخالفات التي يكون استمرارها على حساب تطوير الجيش ومعالجة المستوى المعيشي لمنتسبيه أفرادا وصف ضباط وضباطا, فليس أمام هذه المؤسسة إلا أن تتطور وتنهض بنفسها لأنها واجهة المستقبل وراعية التحول وصمام أمانه.
عموما, اليمنيون اليوم قد يتهيبون عملية الانتقال إلى مشهد سياسي وإداري بشكل جديد, لاسيما إذا كان هذا التحول يفضي إلى أربع أو خمس حكومات مصغرة وأربعة أو خمسة برلمانات وشرطة محلية في كل إقليم وما يتبع ذلك من استقلالية في اتخاذ القرار.. لكن تأكدوا أن المستقبل مطمئن بإذن الله, ولا خوف على الكيان اليمني الواحد من المؤامرات ما دام لليمنيين قلب نابض اسمه (المؤسسة العسكرية).
fathi9595@gmail.com

قد يعجبك ايضا