كلمة لوجه الله (8)

غيلان الشرجبي


 - لابد من التأكيد على محورية استيعاب فكرة ( الشكل الاسطواني ) لتقريب معضلة الفرق بين من يؤمن بمشروعية الهوامش الاجتهادية وشرعية التنوع وبين سد باب الاجتهاد وإغلاق أبواب
لابد من التأكيد على محورية استيعاب فكرة ( الشكل الاسطواني ) لتقريب معضلة الفرق بين من يؤمن بمشروعية الهوامش الاجتهادية وشرعية التنوع وبين سد باب الاجتهاد وإغلاق أبواب التكامل الذي يفترض أن يمثله الرأي والرأي الآخر عموما – وفي أوساط الحركة الإسلامية على وجه الخصوص .
وإذا استوعبنا ذلك يمكننا استبصار : كيف أن كلا منها يستند إلى نفس النصوص ليصل إلى استنتاجات تعسفية توظف النصوص لهوى النفوس حين يرفع في وجوهنا (كرت أحمر) خاصة أثنا المفاضلة بين خيارات متعددة ليوحي للمستمعين مباشرة أنه يمثل الخيار الرباني ولما لا وهو يستند إلى نصوص قرآنية يسردها لتأكيد شرعيته المنبثقة عن :-
(1) قوله تعالى: “فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لايجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما).
(2) قوله تعالى: “وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم”.
(3) قوله تعالى: “وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم”.
فيا ترى هل يستطيع مسلم يستمع إلى هذه النصوص وما في حكمها ولا يقول “سمعنا وأطعنا” لمجرد النظر في ظاهر النص¿ طبعا ..لا وحين أقول ظاهر النص فإنني أعي وأعني ما أقول .. بينما التحليل لألفاظ النص – وهو ما لا يدركه الكثير من الأميين – بل وبعض المثقفين الذين أدمنوا التنظير – أيضا– بدليل: إن النص يعني (يحكموك يارسول الله فأنت وحدك المستحق للطاعة المطلقة لكل ما ورد عنك من نصوص قطعية الدلالة حيث لا اجتهاد مع وجود نصوص متفق عليها بإجماع الفقهاء المعتبرين) فحسب.
أما النص الثاني فهو أكثر تخصيصا “فلا خيار لمؤمن ولا لمؤمنة فيما قضى الله ورسوله بوجوبه عليهم”.
وللنظر إلى إعجازية النص الثالث وكيف تكرر لفظ “وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول” كأمر إلهي لا لبس فيه بوجوب الطاعة لله ولرسوله” بينما الأمر ليس كذلك في “وأولي الأمر” فالواو – هنا – لا يقصد بها المعية وإنما التوالي فحين يقول لنا شخص بأنه زار أمريكا وأوروبا وروسيا فقد تكون بين زيارته لكل منها عقد من الزمن ثم أن أولى الأمر لا يقصد به (أمير جماعة بذاتها) بل (الولاية العامة) وحتى هذه لها شروط “فـ” لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق “.. ولارتكاب المعاصي أوجه أخطرها ارتكاب المعصية عن علم ودراية أو أن تخاطب الناس بدعوى العلم لتتحمل أوزار تضليلهم وهو ما لخصته المقولة الحكيمة:
“إذا كنت لا تدري فتلك مصيبة
وإ ن كنت تدري فالمصيبة أعظم”

قد يعجبك ايضا