ما وراء الحروب !

أحمد غراب

 - لايدرك اغلب الناس كم من الصعب أن تخوض حروبا وتبني بلدا في ذات الوقت ولذا قال الحكيم اليماني "يا مسهل الحرب عند المتفرجين".
معظم الحروب التي شهدها
أحمد غراب –

لايدرك اغلب الناس كم من الصعب أن تخوض حروبا وتبني بلدا في ذات الوقت ولذا قال الحكيم اليماني “يا مسهل الحرب عند المتفرجين”.
معظم الحروب التي شهدها البلد في الآونة الأخيرة السياسية تندلع بشكل مفاجئ وتتوقف بلجنة وساطة.
أصحاب الخبرة والتجربة في التاريخ الإنساني وصفوا السياسيين المحاربين بأنهم أولئك الأشخاص الذين عندما يرون الضوء في نهاية النفق يخرجون خارجا ويقومون بشراء المزيد من الانفاق.
ولأن الحرب هي ام جميع الاشياء كما يصفها الفيلسوف الإغريقي “هراقليط” فإنها تشكل وسيلة ضغط ومفاوضة ومد وجزر في مساحات النفوذ وكثيرا ما ينطبق عليها مقولة هاري ترومان اذا كنت لا تستطيع اقناعهم حاول ان تسبب لهم الارتباك.
تسألني ما وراء الحروب فأقول لك مصائب شعب عند قوم فوائد ووراء كل حرب صراع كبير ومصلحة اكبر وضغوط وتداخل مصالح وتقاسم مساحات نفوذ وبناء المزيد المزيد من القوة والنفوذ فكيف اذا كان كل هذا على حساب تراجع قوة الدولة واهتزاز ثقة المواطن بها وتحول الشعب الى اطرش في زفة لايعرف لها بداية من نهاية.
حين تصبح الحروب وسيلة سياسية يصبح البشر بالنسبة للمتصارعين مجرد احجار على رقعة الشطرنج ويدفع الشعب ثمن تصفية الحسابات التي تجري من وراء الكواليس بين المتصارعين ويصبح تعريف هؤلاء الذين يفسدون حياة الشعوب واستقرارهم ويعرقلون طريق البناء هم الذين يدمرون حياة الناس في الدنيا ويدمرون آخرتهم ويتناسون أن من حكمة المولى عز وجل انه جعل الحياة دينا وسلفا والعرب ما تموت الا وهي متوافية وانه جعل العبرة بالخاتمة.
في الحروب السياسية الحقيقة هي الضحية الاولى والشعب هو الضحية الثانية والقوانين التي تصمت هي الضحية الثالثة ومكافحة الفساد والتنمية هي من الضحايا ايضا ففي الحروب تضيع الحقوق وتتبارز الاوراق السياسية المتصارعة.
اما فن السياسة بالنسبة للحكومة والمسؤولين فهي كما قال هنري “فن تأجيل القرارات حتى لا تعد ذات جدوى”.
اذكروا الله وعطروا قلوبكم بالصلاة على النبي
اللهم ارحم أبي واسكنه فسيح جناتك وجميع اموات المسلمين.

قد يعجبك ايضا