سأتكلم ولن يوقفني أحد
طه الجند
ها أنا أعود إلى المقهى
لمواصلة الكلام
سأتكلم ولن يوقفني أحد
سأتكلم عن البلاد التي نهبت
عن الجيل الذي سد الأفق
وما يزال..
سأتكلم عن الربيع العربي
عن المرارات والأحلام
لكن الجميع يخوضون في هذا الشأن
وليس هناك ما يضاف
سأتكلم إذا عن طه الجند
عن ذلك الولد العاشق
عن البنت التي أحبها
أو سأتكلم عن سنوات المعلمين
عن القادمين إلى صنعاء
برؤوس منفوشة
وقمصان بالية
لا يحملون سوى الاستمارة الابتدائية
ودهشة الصور الأولى
وكيف أصبحوا وسيمين وأشقياء..
سأتكلم عن زمن البعثة السودانية
عن المرحلة الثانوية
عن الطالب المثقف
في نظر مدرس اللغة العربية
والمرح الساخر
في نظر أصحابه الكثيرين
من صنفوه شيوعي مغرور
جاء بعد فوزه برئاسة اللجنة الثقافية
وإدارته للإذاعة والمكتبة
وإصدار الصحف الحائطية
هذا الحضور اللافت
بفضل مجموعته المغامرة
وهي مجموعة عرفت بطلعات وأحوال
ففي ساحة الشوكاني الداخلية
كان لكل واحد شجرة صغيرة
يسقيها ويعتني بها
صارت الآن أشجارا عالية
لا أثر للأسماء التي حفرت عليها.
