اصمتوا.. الحزن يتكلم..!!

عبدالله الصعفاني

مقالة


 - مخيف هذا الاستبساط للدم اليمني.. وأكثر إخافة هذه الاستهانة المفرطة بأرواح رجال القوات المسلحة والأمن..
يتلفت الغيورون على الوطن يسرة ويمنة فلا يرون غير عبث سياسي ومواقف متهالكة وتحريض مناطقي.. طائفي ومذهبي

مخيف هذا الاستبساط للدم اليمني.. وأكثر إخافة هذه الاستهانة المفرطة بأرواح رجال القوات المسلحة والأمن..
يتلفت الغيورون على الوطن يسرة ويمنة فلا يرون غير عبث سياسي ومواقف متهالكة وتحريض مناطقي.. طائفي ومذهبي نقرأه في مائة لبوس ولبوس..
وأما بعد هذا القتل وهذا الغدر المتواصل بأبناء القوات المسلحة والأمن إما زرافات أو وحدانا فإننا نكون أمام حالة مخجلة من التقلب المريع بين الفوضى وبين التوحش..!!
في بداية سيناريو الضيق الحاقد كانت قوى الفوضى تطالب بإخراج المعسكرات من صنعاء ثم طالبت بإخراجها من بقية المدن وها هي قوى الحراك الانفصالي والمتواطئون معها يتحدثون عن اتفاق بين سلطة محلية ووجاهات قبلية تطرح موضوع استبدال المعسكرات بلجان مشتركة تضم أفرادا من الأمن ومسلحين من الحراك وعقال الحارات لحفظ الأمن في مديريات ردفان.. إلى هذا الحد..!!
أما المبررات العنكبوتية للمذابح على طريقة مجزرة حضرموت فهي إما التماهي مع أفكار القاعدة أو فرض الانفصال بالقوة أو أن قوات الجيش معنية فقط بالدفاع عن السيادة في الثغور وإلا تحول كل منتم إلى شرف الجندية هدفا وهو يؤدي الواجب عند بوابة معسكر أو نقطة أمنية ومنشأة.
دع الحزن يتكلم.. هكذا قال فيلسوف فماذا يمكن القول حول أبطال مطلوب منهم أن يبقوا في الثكنات انتظارا لمفاجآت مهاجمين لا يراعون في أخوة أو وطن إلا ولاذمة.. هل نستطيع تجنيب أبطال القوات المسلحة والأمن هذه المذابح¿ يبدو السؤال بحاجة إلى تعديل تسبقه استفهامية وهل نريد¿
ما يتعرض له أبناء مؤسسة الجيش والأمن يشعر أي يمني غيور بالتقصير وحتى التواطؤ مع تاريخ تغول فيه السياسيون على الحقائق وحكموا على مواقف الجيش والأمن بدون وعي وسط انتشار كبير للأسلحة بين أياد دأبت على تذويب عضد الدستور والقانون ولم تراع حتى الأخوة في الإنسانية.
عن أي حوار ومخرجات وفترة انتقالية يمكن الحديث إذا أضعفنا الجيش وهو قوي وانهكنا الأمن وهو قادر¿ وأي معنى وطنيا وأخلاقيا لتحويل مصادر العزة والقوة إلى مبعث الشكوى¿.. وأي أمل يرتجى وهؤلاء يفاخرون بجرائم النيل من عمود الخيمة وحجر الزاوية ليصل الأمر إلى أن وسيلة إعلامية تتبع الحراك الجنوبي تسبق الجميع والقاعدة لإعلان المسؤولية عن جريمة المجزرة الإرهابية التي أسفرت عن استشهاد قرابة عشرين جنديا وإصابة آخرين بواسطة أعداد كبيرة من المسلحين رغم أن الجريمة تحمل بصمات القاعدة.
بعد يومين من الجريمة أود أن لا أنكأ الجروح عند من يقرأ ولكن هل فكرنا بما تسفر عنه هذه المذابح من الحرقة عند أمهات مكلومات وأطفال يلتحقون بطوابير اليتامى وآباء يعبث الحزن بما تبقى عندهم من القدرة على الإبصار.
ما أحوجنا للطرح المفيد في هذا الزمن الفاجر الذي ننشغل فيه بحروب سياسية وتحريض محلي وخارجي وإعادة دراسة ما سبقت دراسته على حساب السلم الأهلي الذي يتصدر عناوينه ما حدث في دماج وما حدث ويحدث في أرحب وفي حاشد وفي مناطق عديدة.
نعرف أن الحكومة كانت حصيلة وضع مأزوم لكن لماذا تتفانى في الاحتفاظ بالأزمات والفرجة عليها¿ وكيف نكون أمناء مع وظائفنا وأدوارنا إذا سمحنا للجيش والأمن أن يتعرض للضربات كثمن لمتطلبات الحوار والوضع الانتقالي..¿
في الدنيا كلها يكون الجيش هو الضامن الأول عند حدوث الصراعات السياسية المحلية فما لنا نحول قلاع البطولة والشرف إلى مجرد أهداف محتملة.. هل من بقايا كرامة أو خجل من مواقفنا تجاه من يرتدون (إلطاكي).. وليسوا إلا الأخ والصديق والجار وابن البلد.. ثم بالله عليكم هل قدرتم حجم الضرر النفسي الذي يلحق بأطفال الضحايا هنا وهناك وهم يرون أشلاء آبائهم تتطاير عند بوابات المعسكرات والنقاط الأمنية¿.
وحيث لم يعد عند أي غيور من الكلمات مايقول تجاه مايحدث فليس أمام كل واحد ممن لا حول له ولا طول إلا القول: عذرا ..فأنا لا أمتلك غير التعاطف والدموع دون أن يكون في الموقف ماينسف الشعور. بالتقصير.. والتواطؤ..
«ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا».
واللهم أحفظ اليمن من كل الماكرين.أ

قد يعجبك ايضا