ادمان الخداع والقهر والظلم !!!!

عبد الرحمن بجاش

 - 
هناك مثل شعبي يقول ( الدم يحب خانقه ) , وقد أتى هذا المثل ليسجل حالة مجتمعية تم إيصالنا إليها وأصبحنا مستسلمين لها وكأنها القضاء والقدر المحتومين !!!, وحين يدمن

هناك مثل شعبي يقول ( الدم يحب خانقه ) , وقد أتى هذا المثل ليسجل حالة مجتمعية تم إيصالنا إليها وأصبحنا مستسلمين لها وكأنها القضاء والقدر المحتومين !!!, وحين يدمن الإنسان أن يظل مقهورا فلا يمكنك انتشال المجتمع إلا بثورة أو انتظار جيل آخر لن يأتي بالتأكيد لأنه سيورث الراحة بالقهر كما يرث أشياء سلبية كثيرة , ولم يكن ذلك المغني البريطاني مجافيا للحقيقة حين قال ( أنا مسلم وإسلامي أفضل منكم لأنني أسلمت عن قناعة وليس مثلكم تورثون لأبنائكم الدين كما تورثون لهم العقارات ) وهو قول صحيح لأننا نذهب بأبنائنا إلى المساجد كما ذهب بنا آباؤنا وقلدنا ويقلدون حركاتهم بينما لا تزال تغيب عنا كثير من آداب إسلام محمد ابن عبد الله العظيم , الذي نزل هداية للعالمين ولم نزل إلى اللحظة لا نفهم ذلك بدليل أننا نقتل بعضنا حتى أضحى القتل حالة يومية معتادة نغتاظ إذا لم نتناولها جرعة صباحية مع أول كوب قهوة !!,لقد أدمنا الظلم بأن توارثناه من تربيتنا وللأسف الشديد لم نر إلى اللحظة ولم نر ثقافة الثورة تحل محل ثقافة القهر لأن لا أحد تمثل أهداف الثورة وأولهم المزعبقين على أهدافها الستة والذين لا يفهمون مضمونها بل يرددونها كالببغاوات ولا يدركون مقاصدها !! هل سأل أحد نفسه : ما الذي تحقق من أهداف ثورة سبتمبر مثلا ¿¿ الجواب سيكون ( اشهدوا يا شاهدين فلان ضد الثورة ) أكثر من ذلك لا يدرون شيئا !! , وتعال إلى الوحدة التي أفشلها القاهرون أصحاب المشاريع الخاصة …بدليل أن لا ثقافة للوحدة, بدليل آخر أن مجموع الناس في الشمال والجنوب أصبحوا يحنون إلى البراميل أكثر مما يحن لها من أفسد محتواها !! واليوم نحاول أن نؤسس مفهوم آخر وجديد للوحدة اليمنية بمخرجات الحوار . إدماننا على الظلم والقهر جعلنا ننساق وراء الخداع إلى أي مكان يريد الذهاب بنا , وانظر ففي كل عام ومن يوم خدعت أنا غير قاصد بحفلة تخرج أخي , من يومها وانا اكتب تحذيرا من حفلات تنظمها الجامعات عامها وخاصها تحت تسمية ( احتفالات التخرج ) قبل أن يختبر طلبتها فينجحون أو يفشلون بعدها فلا يهم !! للأسف فالناس مصرين على حضورها كما هي مدارس الثانوية العامة مصرة على الاستفادة من طلبتها بإلزامهم بدفع كل التكاليف , إضافة إلى رعاية الشركات والهيئات ما يفرض على هيئة مكافحة الفساد ان أرادت فقط ان تعتبر هذا تنبيها فترسل فقط أي مندوب لها يسأل أول طالب يلبس رداء التخرج فستجدهم يستعدون للاختبارات ويحتفلون بالنجاح مقدما !!, ما يجري وضع للعربة أمام الحمار والحمار ينهق احتجاجا فلا يسمعه احد نتيجة ضجيج ميكرفونات مكاتب أصبحت متخصصة بتنظيم حفلات الخداع المسماة ( حفلات التخرج ) , وللأسف الذي يدمي الروح أن مسؤولي التعليم العالي أول من يحضرون حفلات الزار !!, وهم لا يقرؤون وخذ مثلا فقد اتصلت مثل هذه الأيام بمكتب وزير التعليم العالي فقط ليقرأ ما كتبت فلم اسمع حسا ولا خبرا !! وهذا العام حيث بدأ الموسم فقاعات الأفراح تستقبل أولياء أمور الطلبة الذين يصرون على خداع أنفسهم بتخرج أبنائهم قبل الاختبار , إلى درجة التعمد , فحين أشرت لصديق محتفل على الفيسبوك ( هل هذا الحفل قبل أو بعد التخرج !! صهين ولم ….يرد ….., مدرسة ابنتي هي الأخرى ستنظم حفل تخرج وأنا مصر على ألا تشارك , لكن يبدو أنني أمام برطمتها سأنهزم فأنا في الأول والأخير جزء من المدمنين على الظلم والقهر وحب خداع النفس فقط أنا اتشاطر فأقول للبنت سموها حفلات الوداع !!!, ها أنا أقول لأولياء الأمور وأنا أحدهم ارفعوا أصواتكم ضد هذا الخداع مرة في حياتكم ليتربى أولادكم ضد الظلم والقهر والخداع …ويا وزير التعليم اذا أنت تقرأ …رجاء……, اقسم من الآن أن كل ما قلته سيذهب أدراج الرياح ….ما يجعلني أردد ( يا امة ……………….) .

قد يعجبك ايضا