ضحكة صاحبي

محمد المساح


 - 
كان واقفا على الرصيف مستندا بظهره على الجدار نصفه الأعلى في الظلال ونصفه الآخر في الشمس.. ملامح وجهه ساهمة وغارقة في بحر الشارع الأسفلتي ضجيج السيارات العابرة وحركة الناس

كان واقفا على الرصيف مستندا بظهره على الجدار نصفه الأعلى في الظلال ونصفه الآخر في الشمس.. ملامح وجهه ساهمة وغارقة في بحر الشارع الأسفلتي ضجيج السيارات العابرة وحركة الناس الاعتيادية لم تكن حاضرة في ذهنه ذلك الوقت.. ناديت عليه.. مرة ومرتين فلم ينتبه للصوت اقتربت منه وقلت له: مالك غارق في بحرك أو بحور الدنيا يا رجل خليها على الباري.. المسألة لا تستحق كل هذا الاستغراق والقصة ببساطة تتلخص في الغداء والقات.. وبعدها كمثل كل الأيام ظل الملعون يكتم بسمة داخل لقفه حتى انتهيت من كلامي وبعدها أطلق ضحكته المدوية اهتز بحر الشارع الأسفلتي قليلا ولفتت ضحكته تلك بعض العابرين ضحك بعضهم والآخر استغرب وعاود سيره بادلته الضحكة بخفوت وربت كل منا على «عدن» الآخر.
العدن: الكتف بعد أن توقفت ضحكتنا مرت على بحر الشارع الأسفلتي أحدث سيارة صالون تتبختر بسرعتها الملوكية.. ويبرق دهانها اللامع تحت الشمس.. فيزغلل النظر.. وانطلقت ضحكته الهادرة تلك الضحكة التي لا يجيدها غيره وكأنه بتلك الطريقة كما أخمن وأظن طريقته الخاصة في التفريج على النفس.. وربما لديه تفسيرات وتوضيحات.. وربما هوامش وأبعاد.. لضحكته وكلما حاولت استفسارة انطلقت تلك الضحكة الهادرة وتوقفت ولا سؤال بعدها ولا استفسار.

قد يعجبك ايضا