جنرالات الإعلام !!

عبد الحليم سيف

 - 
    لم يعد بمقدور أي منا أن يحصي اليوم  عدد الغاضبين والمنددين  المنتقدين والساخطين  الشاكين والمشككين المحبطين واليائسين  من انحدار الأداء الإعلامي الماكر

لم يعد بمقدور أي منا أن يحصي اليوم عدد الغاضبين والمنددين المنتقدين والساخطين الشاكين والمشككين المحبطين واليائسين من انحدار الأداء الإعلامي الماكر وسقوطه المدوي والمريع في مستنقع الرذيلة ووحل الكذب والتضليل والإشاعة والفبركة والتسريب و التضخيم والتهويل.
فكل مشاهد للفضائيات وقارئ للمواقع الإخبارية الإليكترونية والصحف اليومية المطبوعة يجتهد في تفسير حالة الانهيار المهني والأخلاقي لتلك الوسائل الإعلامية غير المستقلة تحليل مضمونها ورصد أساليبها وأشكالها وتفنيد عواملها وأسبابها وكشف جذورها ومصادر تمويليها أهدافها ودورها وهي تتنافس في تكريس الانحطاط السياسي والثقافي والفكري وتتسابق على الترويج للتحريض والتكفير والكراهية والحقد وتعمل على انقسام الشعب وتمزيق نسيجه الاجتماعي عبر تفجير “قنابل” النزعات العصبية والعنصرية والمرضية في أكثر من وزارة ومؤسسة..ومدينة ومحافظة وحشد الأموال والأسلحة لإشعال حروب أهلية مصغرة أقبلية كانت أو مذهبية و طائفية مع تغذية النزاعات المناطقية والسياسية إلى استمرار تفجير المنشآت الحيوية الإستراتيجية مثل أنبوب النفط والغاز المسال ومحطة وأبراج الكهرباء وسط تواصل مسلسل الاغتيالات السياسية واستهداف أبناء القوات المسلحة والأمن وسواها من مظاهر العداء التي أمست تلف بالسواد والدماء والخراب راهننا اليمني !!
في دوامة هذا المشهد الشاذ والغريب تجد من يقول فوضى وعبث وقرف تقف وراءه أطراف محلية تملك قوة غير مشروعة من المال و السلاح مشحونة بنزعة الانتقام والمكايدة لخصومها وأبناء وطنها وهي قوى لا تتورع في إضرام النيران الحارقة في الكيان اليمني في سبيل السلطة الغاشمة لإشباع نزوتها وتحقيق أجندات إقليمية ودولية لم تعد مجهولة لدى اليمنيين فمن أهدافها المريبة تسميم الأجواء وخلط الأوراق ونشر الفوضى العارمة في طول اليمن وعرضها في محاولة مكشوفة وبائسة لإعاقة وإشغال القيادة السياسية بزعامة رئيس الجمهورية الأخ عبد ربه منصور هادي من التفرغ لتنفيذ المهام العاجلة والملحة للمرحلة الانتقالية الراهنة وعلى رأسها استحقاقات مخرجات الحوار الوطني الشامل التي تحظى بقبول يمني ودعم عربي ودولي غير مسبوق.
ومن يسأل: من أين كل هذا المال الذي يغرق المشهد الإعلامي بنحو( 12)قناة خاصة و(230) موقعا إخباريا على شبكة الإنترنت وقرابة( 10) صحف يومية ونحو (130) مطبوعة أسبوعية ونصف شهرية مملوكة لأفراد ومن يطلق عبارات قاسية يصف بها جنرالات “الإعلاميين الجدد” من رؤساء تحرير صحف ومواقع ومقدمي برامج ونشرات أخبار وصحافيين بحفنة من تجار الثرثرة والنفاق و “المتحولين” كما يفعل بعض السياسيين وكما يفعل الجندي المرتزق الذي يحول بندقيته من كتفه اليمين إلى الشمال والعكس يبيع نفسه وشرفه وكرامته وضميره وقيمه الإنسانية لمن يدفع فورا بـ :”الدولار” و” اليورو” و”الجنيه” و”الدرهم” و”الريال” و”الليرة” وغيرها من العملات الصعبة المتداولة في أسواق الدول الإسلامية والعربية والغربية..وما أغزرها هذه الأيام!!
وإجمالا .. ما يقال عن انحدار الأداء الإعلامي فيه كثير من الحقيقة بحيث أصبح بعض من ينتمي “للصحافة” أداة يستخدمها أصحاب المال السياسي مقابل حاجتهم للمال لخوض معارك المتناحرين واللاعبين والمتصارعين على ثروات ومصير ومقدرات اليمن أو أن قلة منهم أصبحوا في خضم الأزمات “خداما مخلصين” لدى أمراء الحرب يعملون كمستشارين وخبراء في كل شيء وأي شيء .. في الشؤون الإعلامية والصحافية والحرب النفسية والدعاية والتوجيه وفي التحليل الأمني والعسكري وتيارات الإسلام السياسي..وقائمة مخلفات باعة “الكلام المسموم” تطول والمصيبة أن هؤلاء وأولئك يتباكون على القنوات الفضائية والمواقع الإخبارية والصحف السيارة على أهمية المهنية والموضوعية والحيادية والضمير والشرف والفضيلة والأمانة والنزاهة وحرية التعبير واحترام الرأي ..فأين تجدها ¿ سؤال مشروع يحتاج إلى إجابة!!

Ahalim_227@yahoo.com

قد يعجبك ايضا