(مدينة إب: مدينة العلم والعلماء والأدباء الكائنة في بساط أخضر عبر العصور)

محمد محمد العرشي


المقدمة:
أخي القارئ الكريم .. في هذه المرحلة الحرجة من تاريخ بلادنا والعالم العربي والإسلامي التي يشهد ثورات وانقلابات لا عهد لنا بها منذ عدة قرون خلت علينا أن نرجع إلى تاريخ بلادنا وثرواتها العلمية والفكرية.

ولقد أحببت أن أتحف القارئ الكريم بتحفة أدبية ليعرف أن تاريخنا الأدبي يشمل العديد من الشعراء الذين لا يستطيع الشعراء الشباب في عصرنا أن ينتجوا ابداعا كإباداعاتهم ومنهم هذه التحفة الأدبية وهي للشاعر الكبير المرحوم/ أحمد بن عبدالله القريظي وقد اختلف الباحثون في موطنه فبعضهم ينسبه إلى جبأ في محافظة تعز وبعضهم ينسبه إلى مخلاف لحج وهو الأصح.. وأورد منها الأبيات التالية:

استودع الله الذي ودعا
ونحن للفرقة نبكي معا
أسبل من اجفانه أدمعا
لما رآني مسبلا أدمعا
وقال لي عند وداعي له
ما أعظم البين وما أوجعا
ما أنت بعدي بالنوى صانع
فقلت لا أقدر أن أصنعا
ما يصنع الصب المعنى إذا
فارق إöلفا غير أن يجزعا
فارقتكم يا ساكني يفرس
ورحت والقلب بكم مولعا
ناديت صبري يوم فارقتكم
أجد للبين وقد أزمعا
يا صبر عد يا صبر عدú قال لا
لبيك لا لبيك يا من دعا
والله لا أرجع يا غادرا
في السير بالأحباب أو ترجعا
ولي فؤاد منذ فارقتكم
يمسي كئيبا مولعا موجعا
ونفس صب شهدت أنه
ما نقض العهد ولا ضيعا
ومقلة مهما تذكرتكم
تذرف دمعا أربعا أربعا
وليس لي من حيلة كلما
لجت بي الأشواق إلا الدعا
أسال من ألف ما بيننا
وقدر الفرقة أن يجمعا

وله ديوان شعر كما ذكر الجندي في كتابه السلوك أرجو أن يتاح للباحثين والدارسين العثور عليه وتحقيقه وهم بذلك سيخدمون تاريخ الأدب اليمني والعربي.
مدينة إب
إب: بكسر الهمزة والباء الموحدة المشددة تقع مدينة إب في قلب محافظة إب على ربوة عالية من السفح الغربي لجبل ريمان – بعúدان – وترتفع عن مستوى سطح البحر حوالي (2000مترا) تحيط بها من الغرب مديرية العديúن ومن الجنوب مديرية ذي السفال ومن الشرق مديرية النادرة ومن الشمال مديرية يرöيúم وتعتبر مدينة إب من المدن اليمنية القديمة ومن أثارها القديمة “الدار البيضاء” وهو مقر ضخم تهدم معظمه وسمي بالبيضاء نسبة إلى “البيضاء بنت شمر يهرعش” كما أنها برزت في العصر الإسلامي كمدينة إسلامية وقد أشار المرحوم القاضي “الأكوع” بقوله :(أن مدينة إب لم تذكر في الأخبار والأدب إلا في أخر “القرن الرابع الهجري/العاشر الميلادي” حينما هاجمها الأمير “عبدالله بن قحطان الحوالي” عام380 هجرية وكانت قبل ذلك قرية مسورة لها من الآثار سـورها وجامعها( فجامعها يعود تاريخه إلى عهد الخليفة الثاني “عمر بن الخطاب” وأسس بأمر منه – رضي الله عنه – وما زال يسمى إلى اليوم “الجامع الخطابي” وتمتاز مدينة إب القديمة بنمط معماري يماثل الأنماط السائدة في المدن الجبلية قوامه الحجارة ومنازلها تتكون من عدة أدوار تتراوح معظمها ما بين (3 – 5 طوابق) تزين واجهاتها أفاريز ونوافذ على شكل فتحات دائرية يغطيها الرخام ونتيجة لموقعها الجغرافي المكون من ربوة عالية على سفح جبل فقد تعذر تخطيط شوارعها بشكل مستقيم فاستعاض المعمار اليمني عن ذلك بأن أقام سلسلة من السلالم الصاعدة والتي تبدأ من سور وأبواب المدينة وتعد مدينة إب من أجمل المدن اليمنية لما تحمله من صفات ومميزات تاريخية إضافة لامتلاكها عدد من المباني الأثرية والتاريخية والتي ما زال العديد منها قائما مثل: مساجدها ومدارسها الإسلامية ومبانيها الأثرية وأجزاء من سورها والسلالم الصاعدة المرصوفة بالأحجار علاوة إلى موقعها الاستراتيجي المتميز ومنظرها الجذاب البديع المتناسق بين جمال وروعة البناء وطبيعة الأرض الخلابة.
وصفها المرحوم القاضي علي ابن صالح أبو الرجال من أعيان القرن الحادي عشر الهجري/السابع عشر الميلادي وصفا طويلا منه قوله:
وبالمعنى نفسه وصفها الرحال العربي أمين الريحاني عند زيارته لها سنة 1342هـ/1924م كأنها “قبضة لؤلؤ على بساط أخضر”. وذلك لبياض لون دورها واخضرار محيطها الطبيعي. ويذكر أن موضع مدينة إب القديمة كان يسمى باسم (الثجة) وإن اختلف هذا الموضع عند الهمداني في حوالي بداية القرن الرابع الهجري/العاشر الميلادي عندما حدده ضمن عدة مواضع “والثجة من جبل التعكر” وأنها تقع “بين نخلان والسحول” ولم تذكر مدينة إب عند الهمداني في ذلك الحين. وفي القرن الخامس الهجري/ الحادي عشر الميلادي وقد كانت إب من قرى ذي جبلة كما يذكرها ابن المجاور بأنها قلعة. وإن كان الوزير الحسن بن سلامة في نهاية القرن الرابع الهجر

قد يعجبك ايضا