دمع من القلب

دكتور/ ياسين عبدالعليم القباطي

 -  قصة واقعية لمصاب بمرض الجذام تغلب  على  المرض وأنتصر عليه  و ما زال يعمل  في برنامج  مكافحة الجذام  هو  الحاج  أحمد عزيز   أبو حسن من بيت أب وحسن عزلة الكينعية آنس
دكتور/ ياسين عبدالعليم القباطي –

alkobati@yahoo,com
قصة واقعية لمصاب بمرض الجذام تغلب على المرض وأنتصر عليه و ما زال يعمل في برنامج مكافحة الجذام هو الحاج أحمد عزيز أبو حسن من بيت أب وحسن عزلة الكينعية آنس
الحلقة الأخيرة
مجزرة زعماء اليمن
ابني عبدالرحمن صار عمره 5 سنوات نفس العمر الذي خرجت فيه لأول مرة مع رعاة الغنم الى جبل الربح في الكينعية آنس الوضع هنا مختلف تماما تغيرت الدنيا لا غنم معنا ولن يذهب عبدالرحمن مع الرعاة هو الآن يستمتع بصحبة أخيه الوليد هلال ويشعر أنه مسؤولا عنه بيتنا في مدينة النور صار واحة فرح تغمره السعادة والحبور مثل كل بيوت اليمن المعنويات مرتفعة دخل الأسرة يتحسن باضطراد الأسواق تمتلئ بالبضائع التجارة تنشط والبطالة تزول 3 أعوام مضت على تولي الحمدي قيادة اليمن الكل متحمس لهذا الشاب العارف القادر الشجاع بعد شهر سنحتفل بالذكرى الثالثة لثورة التصحيح هذه المرة سيكون الاحتفال قريبا جدا من مدينة النور لا يفرق بيننا وبين مكان الاحتفال سوى وادي سنقطعه مشيا على الأقدام كل المصابين بالجذام سيحضرون العيد الثالث لثورة التصحيح في المطار القديم حيث تقع مؤخرة معسكر خالد.
صحبت ولدي عبدالرحمن وتوجهنا مع الفجر إلى الحفل لمشاهدة الزعيم الحمدي الذي سيحضر الاحتفال معنا في تعز. السيارات تتقاطر من الصباح الباكر من إب وصنعاء وعدن والضالع والحديدة أتوا لمشاهدة الحمدي في عيده الثالث جميع المصابين بالجذام القادرون على السير قطعوا وادي النعيم ووادي الصوفي الذي يفصل مدينة النور عن المطار القديم قطار من المرضى بكر غبش يقطع الوادي سيرا على الأقدام ليأخذ مكانه في ميدان الاحتفال ليشاهدوا زعيم طفرة تقدم ونمو اليمن الذي أنقذ البلاد من تسلط المشائخ وأخرجها من الدوران في فلك ابن سعود.
وصل جمهور المصابين بالجذام الى مقر الاحتفال قبل جماهير الأصحاء وأحتلينا المقدمة حضر الرئيس في موكب عادي لا مصفحات ولا سيارات ناقلة جند ولا مدافع مضادة للطيران تحرسه أحبه الشعب فصار حارسه وفجأة تنطلق مئات الحمامات البيضاء في السماء يطيرها طلبة المدارس وتستقر إحداها على كتف الحمدي شاهدت ذلك المنظر كما شاهده كل الحاضرون يمسك الحمدي بالحمامة من فوق كتفه ويعيد إطلاقها في الجو وترتفع الصرخات الله أكبر . ويلقي الحمدي خطابا قوطع بالتصفيق حين أعلن قيام المجلس الأعلى للتنسيق بين شطري اليمن وأن وحدة اليمن ستتحقق قريبا وأنه سيزور أخيه الرئيس سالم ربيع علي في عدن ليعلنا وحدة اليمن أعلن عن قوة ومتانة اقتصاد اليمن حيث بلغ الاحتياطي النقدي لليمن من العملات الصعبة 825 مليون دولار وهو رقم كبير مقارنة باحتياطي مصر الذي بلغ في نفس العام 240 مليون دولار.
أنتهى الحفل وعدنا الى بيوتنا في مدينة النور نتحدث عن الحمامة التي حطت على كتف الحمدي كان يوما حاشدا غمرنا فيه السرور الذي أستمر إلى بعد صلاة العصر حين سمعت أحد العمال قادما يصيح من مقلع الحجار أحمد أحمد الحق أخوك عبدالولي وقعت عليه صخرة كبيرة هرولت إلى الجبل الواقع خلف مدينة النور ورأيت منظرا أقشعر له بدني صخرة كبيرة جاثمة فوق أخي الذي كان يرعاني في طفولتي وأهتم بعلاجي وذهب معي سيرا على الأقدام إلى مملكة ابن سعود يرقد اليوم جثة هامدة تحت صخرة كبيرة ودماؤه تروي الأرض مات شقيقي عبدالولي فقدت الوعي أفقت بعد أن أخرجه الرجال من تحت الصخرة وأرسلت لأخوتي فحضروا سريعا وقبرناه في مدينة النور وسافرنا جميعا إلى آنس لعمل مراسيم العزاء في قرية أبو حسن. موت عبدالولي كان عودة الأحزان التي كنت قد عبرت عليها بانتقالي إلى مدينة النور.
طلبت مني الراهبات أن أسجل في المدرسة ودفعنني لأن أكون طالبا لأحصل على الشهادة وألتحق بعمل حكومي وهكذا فعلت فها هو رئيسنا إبراهيم الحمدي شاب في الثلاثينيات يدفعنا للنهضة والتقدم والعمل لا يستقر في مدينة واحدة يفاجئ الموظفين في مكاتبهم ويأمرهم بحسن الأداء ففي شهر أغسطس زار مدينة تعز دون إشعار محافظها وقائدها وأجتمع بمدراء المكاتب وبالمحافظ عبدالسلام أبوبكر الحداد وبالقائد تيس الضباط الرئد علي صالح ومدير الأمن الرائد محسن اليوسفي وقيل يومها أنه كان قاسيا جدا في توبيخ وانتقاد مسؤولي محافظة تعز على التسيب وعدم الالتزام الوظيفي هكذا كانت طبيعة الحمدي صارم على كل من لا يحسن الأداء وكان يعرف ذلك من خلال تقارير لجان التصحيح الأصلية والفرعية التي تحولت إلى ما يشبه التنظيم الحزبي الجماهيري لمراقبة الأداء.
في سبتمبر 1977 ما لقى الحمدي خطابا أعلن فيه أن شهر ا

قد يعجبك ايضا