(نقاء) والأطفال

محمد المساح


 - 
في عشية من عشايا كانون رحلت (نقاء) الوديعة
شيعتها قرية النجوم بقلب مكلوم نحو مثواها الأخير.
(نقاء)

في عشية من عشايا كانون رحلت (نقاء) الوديعة
شيعتها قرية النجوم بقلب مكلوم نحو مثواها الأخير.
(نقاء) مرت في الحياة كمرور الكرام.. تقول عنها قرية النجوم:
شبت ولم تلاحظها العيون
تزوجت في جو يسوده الصمت
وأحبت زوجها بعمق الحياء والخجل اللذين تتميز بهما القرى المتواضعة في جسد الوطن.
رحلت (نقاء) شيعتها الطفولة والبراءة بعد أن غابت في القبر.. كان الأطفال قد تماروا في وجهها على شرفة القبر.. شاهدوا فيه وجوههم الطفولية.. فسقطت دموعهم رحمة على (نقاء).. وهم عائدون ظلت الدمعة تترقرق في الوجوه العذبة غصبا عنهم.. أصر الأطفال على مرافقة جنازتها.. لم يخافوا الليل في تلك العشية وكان الموت هاجسهم الوحيد.. لماذا أخذ الموت (نقاء) وترك الأطفال بدونها.
رحلت (نقاء).. هكذا فجأة كانت في زيارة قصيرة لأهلها لم تأت إلى أهلها حارنة لأن الزوج في مشواره اليومي يطارد اللقمة.. التي سيعود بها بعد المغيب.. لـ(نقاء) وأطفالها الصغار.
لم تكن (نقاء) من العابرين العاديين في قرية (النجوم).. كانت حالة استثنائية لا يجود بها الزمن إلا نادرا.. لذلك كان وقع الرحيل ثقيلا على الصغار والكبار.. ظل الليل المقمر في تلك العشية شاهدا يبكي مع الأطفال.. أو هكذا خيل إليهم.. كما ظلت الدمعة تترقرق في عيون أطفال قرية النجوم حزنا على موتها المبكر.. وصغارها الطيور.

قد يعجبك ايضا