المهمة غير مهمة
كتب/ محمد صالح الجرادي
> مقبل التام: مشاركات الوزارة في المعارض الخارجية معطلة منذ العام الماضي
> علي الحريبي: إمكانيات هيئة الكتاب لا تسمح بهذا الدور
> مكتبة خالد بن الوليد: الكتاب اليمني له جمهوره في الخارج ويحتاج إلى دور رسمي فاعل
• يكاد يكون واقع المؤلف المبدع في اليمن هو الاستثنائي في مجمل الصورة الواقعية للمؤلف من المحيط إلى الخليج أنه الواقع الذي لا يقول بغير التعب ولا يشير إلى أكثر من إهانة فائضة تتلقفها مؤسسات الثقافة الرسمية وغير الرسمية المعنية بالتأليف والنشر بدم بارد وبصيغة التعذر المكرورة والمملة لعدم الإمكانيات اللازمة.
وزيادة على معاناته داخل العمل الإبداعي والاشتغال عليه ثم افتقاره إلى القدرة المادية للنشر وغياب المشروع المؤسسي للنشر والاصدار ضمن مشروع الثقافة يتكلس صوت المؤلف الأديب في اليمن وينطوي في داخله – داخل هذه الجغرافيا لتأخذ الصورة أكثر فداحة ومأساوية بغياب صوت المؤلف في فضاء التأليف والنشر العربي على الأقل إذا ما توافر في الواقع إصدارات ونقاط ضوء ضئيلة في الطريق الضيق لحركة التأليف والنشر.
ويقر معظم المستغلين في التأليف الإبداعي الأدبي شعراء وسرديون على الأقل بإحساسهم المتعاظم بالاحباط تجاه مسألة النشر والاصدار ويكاد يتفقون أن لا جدوى من النشر والتأليف ما دام ذلك لا يعود بالنفع المادي للمؤلف ومادام لا دور مؤسسي فاعل ونشط في جانب خلق واقع تواصلي وتفاعلي ثقافي يتجاوز الداخل إلى الفضاء الخارجي ويقوم بمهمة الترويج للمفتوح الإبداعي في سياق النشاطات والمهمات الثقافية المختلفة.
الخروج من الشرنقة
معارض الكتاب هي الوسيلة الوحيدة التي مازلنا نفترض أن يكون هناك جهد رسمي وغير رسمي لدور ومؤسسات النشر في القيام بمهمة تحرير المؤلف المبدع في اليمن من شرنقة الداخل والتحليق في الفضاء الآخر لكن هذه الوسيلة صارت مؤخرا في المقدمة من الاهتمامات التي حدث ويحدث في التوجهات الرسمية للثقافة الاستغناء عنها – طبقا للدكتور مقبل التام الأحمدي وكيل وزارة الثقافة للمخطوطات ودور الكتاب.
ويقر في حديثه لـ(ثقافي الثورة) أن هذا الاتجاه من النشاط الثقافي للوزارة جرى تعطيله مؤخرا .
وقال: لم نشارط وزارة الثقافة في أي معرض للكتاب في الخارج طيلة العام 2013م باستثناء معرض القاهرة الدولي للكتاب في يناير من العام نفسه.
ولفت إلى أن المشاركة في معرض القاهرة لا تعبر عن حقيقة التوجه نحو هذا النشاط وإنما هي الآلية المعتمدة في المعرض تفرض وجود المشاركة الرسمية الثقافية ليس بالنسبة لليمن ولكن للأقطار العربية وغير العربية.
وكشف وكيل الوزارة في سياق حديثنا معه عن وجود موازنة للمعارض ضمن ميزانية الوزارة عن إخضاع هذه الموازنة “لعمليات استبدال” أي صرفها في جوانب أخرى ونشاطات أخرى.
وقال: ماذا بإمكاني أن أقول لك عن دور يستحق الذكر والإشارة تجاه المؤلف المبدع في بلادنا كل ما في الأمر أن الوزارة تعمل على شراء نسخ ضئيلة من انتاج المؤلف وبقيمة بائسة وضئيلة وإجمالا الوزارة تخلت عن دورها الثقافي.
المهمة فوق طاقتنا!!
الحال في وزارة الثقافة كما صرح به وكيلها لشؤون المخطوطات ودور الكتب لا يفترق في مؤسسة عن واقع الحال في المؤسسة الرسمية المعنية بصورة مباشرة بأحوال التأليف والنشر والإصدار “الهيئة العامة للكتاب” وهناك يتحدث المسؤولون بمرارة ويقدمون اعترافاتهم بالقدرة غير الكافية للقيام بمهمة الترويج للنتاج الإبداعي والمعرفي والثقافي عموما في نشاطات المشهد الخارجي.
الهيئة معنية بدرجة أساسية بهذه الأولوية نعم لكن هناك مواصلة العملية تحجيم دور الهيئة حتى الآن هذا ما أفادنا به نائب رئيس الهيئة علي الحريبي ثم يضيف: لا نستطيع في الهيئة أن نشارك في معظم المعارض العربية للكتاب وهي الوسيلة الوحيدة لعرض وترويج الكتاب اليمني وإبراز مشهد التأليف الأدبي والتاريخي وغيره في اليمن ولأسباب (أن امكانيات الهيئة لا تتيح هذه المشاركات ومن المخجل أن نشير إلى 7 ملايين ريال ضمن موازنة الهيئة أو الكفة التشغيلية السنوية هي المرصودة لهذا النشاط).
وأشار الحريبي إلى أن الكلفة التشغيلية للهيئة سنويا لا تتجاوز 30 مليون ريال فيما هناك هيئات يحدث أن تجد بند الحافز فيها يصل إلى 60 مليون ريال فكيف يمكننا الحديث عن خدمة التأليف والإبداع ونشر الكتاب اليمني خارج الحدود.
وقال: على سبيل المقارنة والطرافة لو أننا شكلنا هيئة أو مصلحة نسميها مصلحة شؤون المثقفين هل ستتعامل الدولة والحكومة معنا كما نتعامل مع شؤون القبائل!!
إنتاجات مقبولة.. ولكن!!
رغم كل ذلك يؤكد الحريبي أن اصدارات الهيئة لها جمهورها في المعارض الخارجية.. وخصوصا المؤلفات الأوروبية والتاريخية, ما يعني أن النتا