التعاوني والدبلوماسي والسياسي المتميز في جنات الخلود

عبدالحميد الحدي

 - لقد فوجئت بخبر وفاة الرجل الوطني والتعاوني والدبلوماسي والسياسي المتميز الأخ القدير محمد علي محسن الأحول رحمة الله عليه الذي انتقل إلى مثواه الأخير بعد حياة حافلة بالعمل الوطني منذ السبعينيات حيث بدأ حياته العملية في بداية
لقد فوجئت بخبر وفاة الرجل الوطني والتعاوني والدبلوماسي والسياسي المتميز الأخ القدير محمد علي محسن الأحول رحمة الله عليه الذي انتقل إلى مثواه الأخير بعد حياة حافلة بالعمل الوطني منذ السبعينيات حيث بدأ حياته العملية في بداية تأسيس البنك المركزي في عام 1972م ومن ذلك الوقت بدأت العلاقة الأخوية التي جمعتنا على طريق العمل التعاوني حيث كان محاسبا قانونيا متطوعا في هيئة التطوير لمدينة صنعاء التي كنت عضو مجلس إدارتها ومديرها العام والأخ الدكتور محمد عبدالملك المتوكل رئيس مجلس إدارتها والوالد المرحوم المناضل ناصر الكميم مسؤولها المالي وعدد من المهندسين أبرزهم علي طاهر وإخوانه حسن وحسين والإداري القدير يحيى الشهاري والجميع يعمل بشكل تطوعي وبدون مقابل باستثناء الإداريين والفنيين تلك البدايات حققت للعاصمة صنعاء إنجاز مشروع المياه الاسعافي حيث تم حفر أربعة آبار ارتوازية مقدمة كمساعدة من الحكومة العراقية وبئرين ارتوازيتين من وكالة التنمية الأمريكية وتسوير الحدائق والمنتزهات في عطان وعصر والوادي وتشجير شوارع العاصمة والبدء في رص شوارع صنعاء القديمة بالحجر الأسود كل تلك الأعمال الهدف منها هو تحسين العاصمة صنعاء وأظهارها بمظهر يتناسب مع أهميتها الحضارية والتاريخية وكان الأخ المرحوم أحد الباحثين عن مصادر تمويل مشاريع الهيئة ولقد تم اقتراح فرض رسوم على تذاكر السفر على الخطوط الجوية بواقع 2.5% الأمر الذي آثار حفيظة البعض إلا ان تفهم فضيلة القاضي المرحوم عبدالله أحمد الحجري رئيس مجلس الوزراء واستحسانه لذلك جعل من تلك النسبة مصدرا أساسيا لتمويل مشاريع هيئة التطوير التعاوني لمدينة صنعاء وتولى بجدارة مسؤولية مصلحة أموال وعقارات الدولة بإخلاص.
واستمرت بل وتعززت العلاقة بيني وبين المرحوم في المؤتمر الشعبي العام حيث فوجئ العديد من الشخصيات المؤتمرية أن المرحوم حصل على المرتبة الأولى في انتخابات اللجنة الدائمة في الدورة الخامسة للمؤتمر الشعبي العام ومن ثم في اللجنة العامة وقد كان من المؤمنين الصادقين بمبادئ ومنطلقات الميثاق الوطني والولاء الوطني والعاملين على تجسيد تلك المنطلقات في الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية ولعب دورا كبيرا في الدعوة إلى تأسيس فرع المؤتمر الشعبي العام في محافظة شبوة والذي تولى عملية التأسيس الأولى الاخ القدير المتميز اللواء الركن صالح عباد الخولاني وكان من أبرز القيادات الجديدة للفرع الاخ الشاب عارف الزوكا الأمين العام المساعد للمؤتمر الشعبي العام حاليا.
وبكل تفاؤل واعتزاز استمر المرحوم يعمل بصدق وإخلاص في عمله الاداري والتنظيمي معا حتى تم اختياره قنصلا عاما في جدة في بداية القرن الحالي وفي 16 شعبان 1426 هجريه الموافق 22 سبتمبر 2005 ميلادية وفي طريقي الى الخرطوم لحضور مؤتمر الدعوة الاسلامية التي يرأسها الاخ المشير محمد سوار الذهب الرئيس السوداني الاسبق اتصلت بالمرحوم بأني بحاجة الى المساعدة لدى سلطات الجوازات في مطار جدة للسماح لي بالدخول لأداء مناسك العمرة نظرا لفترة الانتظار في المطار لإقلاع الطائرة السودانية الى الخرطوم فقد كانت فترة الانتظار تتجاوز 15 ساعة وبكل تواضع استقبلني في مطار جدة للسماح لي وأصر على أن يستضيفني في منزله الخاص وليس في الفندق وبعد عصر ذلك اليوم توجهنا معا الى مكة المكرمة لأداء مناسك العمرة ثم عدنا الى جدة وتناولنا طعام العشاء في منزله أيضا ورغم الوقت المتأخر لإقلاع الطائرة السودانية الى الخرطوم الا أن كرم أخلاقة ومشاعره الانسانية والتزامه بالعادات والتقاليد العربية الأصيلة التي يمارسها في حياته كأسلوب يومي ليس تجاه زميل له بل مع جميع المغتربين أصر على توديعي الى المطار فقد كان الاخ محمد رحمه الله يبذل الجهد الكبير لحل جميع المشكلات والقضايا التي يعاني منها المغتربون واستطاع بمرونته وفطنته أن يحسن العلاقة مع الأجهزة الأمنية والتجارية ذات الصلة بالمغتربين في المملكة العربية السعودية الأمر الذي دفع الاخ الرئيس علي عبدالله صالح في ذلك الوقت بتعيينه سفيرا مفوضا لدى المملكة العربية السعودية وقد طلب مني رحمة الله عليه النصيحة للثقة التي بيننا فقلت له كن حذرا فمعظم المسؤولين اليمنيين تربطهم علاقات خاصة مع الأجهزة السعودية وركز جهدك على تطوير العلاقات الرسمية المتاحة ولا تعبأ بالتجاوزات الفوقية التي اعتادوا عليها المسئولون اليمنيون واهتم قد الامكان بقضايا المغتربين فقط وهكذا كان في سلوكه الدبلوماسي ولقد أعطى كل جهده وإمكانياته وبذل الكثير من صحته وقدراته الفكرية وال

قد يعجبك ايضا