إنتهاء الحوار بداية لتأسيس الدولة

محمد عبدالحليم سيف

 - بدأت بالأمس مرحلة العمل بانتهاء فعاليات مؤتمر الحوار الوطني الذي استمر عشرة أشهر أسفرت عن إنجاز وثيقة وطنية شاملة تؤسس لبناء الدولة اليمنية الحديثة (اليمن الجديد) التي خرج الشباب في 11 فبراير 2011م
بدأت بالأمس مرحلة العمل بانتهاء فعاليات مؤتمر الحوار الوطني الذي استمر عشرة أشهر أسفرت عن إنجاز وثيقة وطنية شاملة تؤسس لبناء الدولة اليمنية الحديثة (اليمن الجديد) التي خرج الشباب في 11 فبراير 2011م للمطالبة بها واسقاط النظام مضحين بأرواحهم ثمنا لتوقعهم وتعبيرا عن رغبة أغلبية اليمنيين في الانسلاخ عن الماضي بكل سلبياته.
لقد كان الاحتفال بانتهاء مؤتمر الحوار الوطني تدشينا لمرحلة جديدة ودعوة لتشمير السواعد لتحقيق التغيير على أرض الواقع بدءا من اليوم ولجميع فئات الشعب الثائر منذ ثلاث سنوات تقريبا.
إن الفرحة التي غمرت كل القلوب وارتسمت على وجوه الجميع في 25 يناير 2014م تشير إلى استعداد كبير منهم للاستجابة والتضحية من أجل تنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار اصطفافا حول القوى الخيرة التي تتصدر المشهد اليمني واثقة من الدعم الشعبي لكل عمل تقوم به بذاك الشأن والسير معها بخطى حثيثة نحو غد أفضل مما عانيناه في الماضي.
يستحق اليمنيون الفرح بعد عقود من الألم والحزن والأحلام والانتظار .. يستحق أولادنا وطنا أفضل وحياة أكثر رفاهية وأمنا وعدلا واستقرارا.
ولا ننسى في هذه المرحلة التاريخية النادرة كيوم تحقيق الوحدة بين شطري اليمن في 22 مايو 1990م تذكر الشهداء من شباب الثورة الشبابية الشعبية كرموز ضحت بأغلى ما تملك لأجل أن نحتفي بمثل هذا اليوم كبداية للدولة المدنية الحديثة وكذا كل من ضحى قبل ذلك في ثورتي 26 سبتمبر و14 اكتوبر الذين كانوا منارات لشهداء ثورة الشباب قبل ثلاثة أعوام وكذا أعضاء مؤتمر الحوار والدعاة والداعمين الذين ساهموا في إنجاح الحوار وتجاوزه لكل الصعوبات التي رافقته منذ البداية و حتى الختام.
ولد اليمن الجديد رغم الصعوبات الجمة التي حاول من خلال تخليقها أطراف من الماضي وامتداداتها هنا وهناك .. العودة بعجلة التغيير للوراء وبقاء الحال على ما هو عليه .. لكنهم فشلوا جميعا.
ويجب ألا ننسى أن الاستفادة من أخطاء المرحلة السابقة ستعزز عوامل مرحلة التأسيس القادمة بعدم تكرارها وباليقظة والهمة العالية عبر الثقة بعموم الشعب أكثر باعتبارهم أصحاب المصلحة الحقيقية في صنع يمن المساواة والعدل وعدم الرضوخ لمن سيحاولون الابتزاز من أجل استمرار مصالحهم الخاصة او الطائفية أو استمرار الفوضى من خفافيش الظلام ومصاصي الدماء الذين على قلتهم لن يألوا جهدا لإفشال المرحلة القادمة. وإن إنهاء مرحلة الترضيات لهم أهم ثوابت المرحلة القادمة.

قد يعجبك ايضا