تيس الضباط

د. ياسين عبدالعليم القباطي

 - مولودنا الجديد أقبل إلى الحياة بصرخة عالية كعادة المواليد بكاء وصراخا عالا وكأن الجنين يحتج على إخراجه من عالم السلم والأمان في بطن أمه حيث الغذاء والراحة متوفران دون مشقة أو عناء في عالم لا كره فيه ولا بغضاء لا حر فيه ولا برد تجا
مولودنا الجديد أقبل إلى الحياة بصرخة عالية كعادة المواليد بكاء وصراخا عالا وكأن الجنين يحتج على إخراجه من عالم السلم والأمان في بطن أمه حيث الغذاء والراحة متوفران دون مشقة أو عناء في عالم لا كره فيه ولا بغضاء لا حر فيه ولا برد تجاوره أحشاء أمه تحضنه وتحفظه في جو تعادلت حرارته لتتفق مع حرارة الجنين خرج ولدي كالقمر المنير في ليلة ظلماء فخطر إسم هلال في بالي فسميته هلالا من لحظة وصوله في ظلام يوم الأربعاء التي نورها هلال.
صار القادم الجديد عضوا في مجتمع يتشكل في مدينة النور سيكون لعبدالرحمن أخ جديد بدلا عن أخيه الذي فقدناه بعد ولادته مباشرة منذ سنتين. أحتفلنا بقدوم هلال وزعنا اللحمة على الجيران ودعونا أصدقاءنا إلى مأدبة غذاء في اليوم السابع لمولده وعدت لأمارس عملي في قسم الجذام في مدينة النور إضافة إلى عملي في مقلع الحجار في الجبل المجاور الذي يتفتت تحت معاول المصابين بالجذام فإذا قسي الجبل ولم تستجب صخوره لمعاولنا ننسفه بالديناميت الذي نشتريه من مخازن الجراش في حوض الأشرف بعد معاناة طويلة لإستخراج تراخيص من جهات أمنية سرية وعلنية الجبل الضخم لا يقاوم معاولنا نفتته ونبيعه قطعا صغيرة لمدينة تعز التي تنمو بسرعة مذهلة في عهد كله أمانا واستقرارا وازدهارا ينتعش فيه الاقتصاد ويستتب فيه الأمن في ظل قيادة رئيس حرص على أمننا وسلامتنا ورفاهية عيشنا تعز المدينة التي تنمو فرحة متحمسة مناصرة لقيادة إبراهيم الحمدي ويتحدث الناس فيها عن قدرة رجال الأمن وانضباط القضاة وإنصاف المحاكم للمظلومين فقد وقعت حادثة أنزعج لها سكان مدينة تعز إذ أختطف خمسة شبان بنت إسمها كفاح لم يتجاوز عمرها العاشرة ثم وجدت مقتولة في بلاعة مياه فاضت بسبب الجثة في منطقة وادي المدام خارج سور مدينة تعز القديمة تحت قلعة القاهرة ولم يمض أسبوع على إكتشاف الجريمة حتى قبضت الشرطة على الشبان الأربعة وبسرعة مذهلة أثارت حماس وإعجاب الناس تمت محاكمتهم وأعدموا جميعهم قصاصا للفتاة المغدورة أعدم الشبان الخمسة رغم محاولة بعض التجار دفع فدية كبيرة للإبقاء على حياة الشبان ويتدخل الرئيس الحمدي وأمر بتنفذ الإعدام رافضا الفدية الكبيرة التي عرضت فرح سكان تعز بقدرة رجال الأمن وسرعة إصدار حكم المحكمة وأطمأنوا إلى عهد جديد قوي صارم ينصف المظلوم ويحقق العدالة للمجتمع من الطائشين والمجرمين.
تعز تستعد لانعقاد مؤتمر قمة دول حوض البحر الأحمر اليمن الشمالي واليمن الجنوبي والسودان سيجتمع رؤساء الدول الأربع في تعز فقد بدأت تنكشف سياسة الزعيم إبراهيم الحمدي للسعودي الذي عاد لدعم مشائخ قبائل الشمال بقيادة الشيخ عبدالله إبن الأحمر شيخ مشائخ حاشد فقد نسي مشائخ القبائل خلافاتهم على السلطة بعد أن منعوا من دخول صنعاء بمرافقيهم المدججين بالسلاح وقطع الحمدي مرتبات كثيرة كانوا يستلمونها لجيش غير منظور أدعوا أنه الجيش الذي دافع عن الجمهورية في أيام حروب الملكيين ضد الجمهورية كلها تركزت في مناطقهم وحوصرت صنعاء وكادت أن تسقط وتصير نهبا للقبائل المحيطة بها كما نهبت عام 1948م. الحمدي أصدر قراره بأن لا يدخل شيخ صنعاء بسلاحه وعلى المشائخ أن يلتزموا بالنظام والقانون ويحترمون هيبة الدولة مثلهم مثل بقية المواطنين أما مرتبات جيوشهم الذي كان يستلمها المشائخ ويوزعونها أولا يوزعونها بمعرفتهم فيجب أن تسلم تحت التوقيع لكل شخص يستحقها مباشرة ومن يستلم مرتبا بصفته جنديا دافع عن الجمهورية يجب عليه الحضور والإنضمام لجيش شعبي سيتكون من فرق كل فرقة سيشرف عليها ضابط من القوات المسلحة بالطبع رفض الشيخ الأحمر قرارات الحمدي وبدأت الحرب من جهة واحدة أستولى بعدها الشيخ عبدالله الأحمر على صعدة أما الحمدي فكان يكتفي بالتهديد وحشد الجيوش في إتجاه عمران حتى يستنفر القبائل جنودهم ويبقون في قمم الجبال يهلكهم البرد والجوع وحتى يستنزف الحمدي أموال المشائخ وجهودهم ثم يوقف الهجوم.
بعد صفقة السلاح التي عقدها مع فرنسا في عامنا هذا 1977م وقبلها صفقة صواريخ عقدها مع روسيا وبعد إنعقاد مؤتمر القمة في تعز وبعد الاجتماعات المتكررة بسالم ربيع علي لبناء مشروع توحيد اليمن وبنائه لجيش قوي خاصة لواء العمالقة وبعد إضعافه لهيمنة القبيلة وتقويته لسيطرت الدولة بدأت أسرة سعود تتنبه لخطورة الحمدي الذي ناصرته في بداية صعوده للحكم فعقد مؤتمرا لقبائل اليمن المخالفين للحمدي في الرياض نصب فيه الشيخ الأحمر شيخا لمشائخ اليمن ثم أجتمع بعده الشيخ بالأمير سلطان بن عبدالعزيز واللجنة السعودية الخ

قد يعجبك ايضا