لاوجه..للفكاهة
محمد المساح
ستظل مراكز العولمة تشرد مدن الأطراف وبشرها.. انها المخلصة لهما من الفاقة والعوز.
هكذا بنت العولمة وتبني نظرياتها المتعددة الألوان وتخطف ببريق الصور الملونة عبر أقمار البث المرسلة توعد هوامش العوالم ساكني الضواحي والأتناك انها المنقذة بعبقريتها الفذة المخلص الجديد للكون من العاهات والأمراض.
لقد مرت على تبني هذه النظريات والأفكار المواعيد والوعود أكثر من العقد والنصف من السنوات والنتيجة والنتائج وخيمة.
لا الأمراض تناقصت بل تفننت بلبوساتها الكارثية ولا البيئة عادت إلى وجوهها وجواهرها الطبيعية ولا اغتنى إنسان الأطراف والهوامش الذي يحصل الآن والمشاهد الواقعية ولسان الحال الناطق يجسد البؤس الإنساني في أشد معانيه في ابرز تجلياته السلبية.
بشرت مراكز العولمة وطبلت ونفخت في المزامير وقرعت على طبول وصخبت وضجت تلك الأصوات الصاخبة بالهدير والجلجلة ولكن أمورا من هذا القبيل الذي وعدت به مراكز العولمة انها ستجعل مدن الأطراف وبشرها يرقصون من الفرح ويهزجون بأناشيد العدالة والنصر لم يحدث ولن يحدث لان كل العناوين البارزة والمثيرة التي روجت وتروج لها مراكز العولمة وصورها الملونة لم تحدث غير العكس تماما.
تزايد أعداد الفقراء تزايد الأعباء بل نشر الفقر وتعميم صوره وحالاته ورغم بهرجة تلك اللافتات المتعددة وتعدد الأوجه والصور من الدعاية المركزة لاشيء وكأننا نعيش عالما من الكوميديا المرة ليس هناك على الأقل وجه من وجه الفكاهة ولكنها السخرية المرة والصورة الحزينة.