اتقوا الله في اليمن

جمال عبدالحميد عبدالمغني*

 - كنت قد عزفت عن الكتابة الصحفية اختياريا خلال الشهر الماضي لأسباب منها ما هو شخصي بسبب وفاة والدتي رحمة الله عليها ومنها ما هو عام وهو الأهم حيث إن الأحداث المتسارعة والتدهور الأمني الملحوظ خلال الأشهر الماضية أصابتني وغيري بنوع من
كنت قد عزفت عن الكتابة الصحفية اختياريا خلال الشهر الماضي لأسباب منها ما هو شخصي بسبب وفاة والدتي رحمة الله عليها ومنها ما هو عام وهو الأهم حيث إن الأحداث المتسارعة والتدهور الأمني الملحوظ خلال الأشهر الماضية أصابتني وغيري بنوع من الإحباط ولا أقول اليأس .. صحيح أن كثيرا من الكتاب والصحفيين تستهويهم مثل هذه الأجواء بل ويسيل لها لعابهم حيث يكتب هذا لصالح هذا الطرف ويجعله بغمضة عين نبيا مرسلا وفي المقابل يكيل التهم للأطراف الأخرى ويسفهها ويحرض الناس عليها ويضاعف التهم الموجهة إليها حتى يخيل للقارئ أن هذه الأطراف التي صب عليها الكاتب جام غضبه هي الحجر التي تقف أمام طموحات الشعب وهي دون سواها حليفة الشيطان والسلطة لتدمير الوطن.
وكاتب آخر يوجه قلمه الخبيث باتجاه آخر حيث يصور مراكز القوى التي تنعم عليه وكأنها ملائكة الرحمة المنزلة من الله لانتشال الوطن من الوحل الذي هو فيه أو الذي أوصله إليه غول الفساد المدمر والذي حذرنا منه دائما وبنفس الكيفية يهاجم الأطراف الأخرى وهلم جرا.
أما الفئة الأخطر والأبشع والأكثر انحطاطا وهمجية فهي فئة الكتاب التي تكتب بحبر أجنبي خالص تشتم منه روائح العمالة النتنة والمقززة وينعكس منه بريق (الأخضر والأزرق والبنفسجي) وهو بريق زائف ومكشوف ويلاحق صاحبه بالعار واللعنات الأبدية في الدنيا والآخرة لأن من يبيعون أوطانهم بثمن بخس لا يستحقون العيش فوق ترابها.
ومع ذلك لا يمكن أن ننسى أن هناك فئة محترمة من كتاب الوطن يكتبون للوطن بحبر وطني خالص ولأهداف وطنية بحتة والكثير منهم للأسف بالكاد يجدون ما يسدون به رمقهم.
وعموما سأحاول اختصار أعداء الوطن بالفئات والنماذج التالية:
– من يقتل أبناء الوطن ظلما وعدوانا هو عدو الوطن.
– من يسرق خيرات الوطن وثرواته مستغلا هزالة الرقابة وميوعة المواد القانونية الرادعة هو عدو الوطن.
– من يتهرب من دفع مستحقات الوطن من الضرائب والرسوم هو عدو الوطن.
– من يقدم الرشاوى للحكام من أجل إحقاق الباطل وإبطال الحق هو عدو الوطن.
– من ينشر ثقافة الكراهية والحقد بين أبناء الوطن الواحد هو عدو الوطن.
– من يكرس ثقافة التمييز العنصري والمذهبي والطائفي والمناطقي هو عدو الوطن.
– من يتساهل عن تطبيق شرع الله والقوانين النافذة بحق المجرمين والفاسدين هو عدو الوطن.
– من يخون الأمانة ويمارس الكذب والتضليل هو عدو الوطن.
– هؤلاء جميعا أعداء الوطن ولا يستحقون العيش فوق ترابه فأما أن يرحلوا عن الوطن أو يرحل الشعب ويترك الوطن لهم وعلينا جميعا أن نتقي الله في اليمن.
• رئيس المنتدى الوطني لمكافحة الفساد

قد يعجبك ايضا