الوطن إلى أين¿

أحمد الكاف

 - عقب سقوط الإمامة ورحيل الاستعمار تطلع شعبنا نحو الأمن والاستقرار والبناء والاعمار وإعادة لحمة كيانه السياسي في ظل عهد ثورته وحريته واستقلاله بيد أن الوطن شهد صراعا سياسيا

عقب سقوط الإمامة ورحيل الاستعمار تطلع شعبنا نحو الأمن والاستقرار والبناء والاعمار وإعادة لحمة كيانه السياسي في ظل عهد ثورته وحريته واستقلاله بيد أن الوطن شهد صراعا سياسيا داخل كل شطر وتحول الصراع إلى صراع شطري نتيجة تدخلات إقليمية وتأثيرات الحرب الباردة بين المعسكرين الغربي والشرقي قبيل سقوط الأخير ورغم الجراح ومآسي التشطير ظل أمل الشعب في الوحدة كبيرا وتطلعاته أكبر إلى أن أشرق ذلك اليوم المجيد والخالد في ذاكرة التاريخ يوم الثلاثاء الـ22 من مايو العظيم 1990م حين رفرف علم الوحدة عاليا خفاقا في سماء وطننا معلنين للجميع زوال العهد التشطيري وانتهاء عهد الصراعات والفتن وتحقيق النظام الديمقراطي في ظل تعددية سياسية مثلت نموذجا للديمقراطيات الناشئة في المنطقة .
بيد أننا اليوم وفي ظل ما نشهده من أزمة سياسية طاحنة نحاكم الوحدة ونهدم مابنيناه بأيدينا بعد أن فشل البعض في جعل الوحدة غنيمة وفيدا وملكية خاصة ومع أن من المفترض محاكمة من أساءوا للوحدة ها نحن نحاكمهم بل ونسير بوطننا إلى الهاوية باهوائنا ومصالحنا الانانية .
صحيح نحن بحاجة الى ترسيخ دعائم الوحدة وعلى أسس سليمة وقد تكون الفيدرالية هي احد الخيارات ونظام الأقاليم هو الأنسب فقط علي أساس جغرافي وليس شطري مع وجود حكومة اتحادية قوية تزول معها ثقافة الحقد والكراهية وتترسخ ثقافة الحب والتسامح وما لم يتحقق ذلك فلا ندري نسير بوطننا إلى أين¿.

قد يعجبك ايضا