اليمن موحدة منذ أقدم العصور

أحمـد الأغـبري

يحمل إلينا الكتاب الصادر حديثا صفحات من الماضي في قضية الحاضر اليمني
يحيي العرشي: في هذه المرحلة كان لزاما نشر الاستبيان حتى نتجنب الوقوع في معاناة جديدة وضياع جديد

اليمن الواحد هو القاعدة أما التجزؤ والتشطير فهما الاستثناء في كل تاريخ اليمن القديم والحديث والمعاصر
يأتي صدور كتاب ” اليمن الواحد – الاستقلال ..والوحدة من ثورتي 26 سبتمبر 1962م و14 أكتوبر 1963م وحتى الاستقلال (30 نوفمبر 1967م )” لوزير شؤون الوحدة اليمنية (1984م- 1990م ) المناضل يحيى بن حسين العرشي وفي هذه المرحلة تحديدا ليمثل رافدا قويا لفكر ووعي وثقافة ونضال وتأريخ الوحدة اليمنية التي تمر اليوم بمنعطف خطير يهدد مستقبل الدولة والبلد وهو منعطف لم تعد فيه الوحدة وحدها مهددة بل صارت الهوية اليمنية في أزمة حتى وإن كانت هذه الأزمة صنيعة سياسية إلا أنها تمثل تهديدا خطيرا يؤشر إلى منزلق أكثر خطورة تتجه إليه اليمن إذا لم يتداركها أبناؤها قبل فوات الأوان .

في هذا الكتاب (730 صفحة ) الذي اشتغل عليه صاحبه قبل أكثر من عقدين ونصف العقد نقرأ إجابات 64 شخصية يمنية وعربية وأجنبية لاستبيان شمل أهم الأسئلة الشائكة عن قضية الوحدة اليمنية والنضال في سبيلها..مقدما قراءة غير مسبوقة لوعي وفكر ومسار النضال لاستعادة الوحدة اليمنية قبل وبعد الثورة وحتى الاستقلال… مؤكدا من خلالها أهمية المضي قدما باتجاه إعادة بناء دولة اليمن الواحد…معربا عن تطلعه في أن تؤدي نتائج حوار المرحلة الراهنة إلى هذا الهدف.
يحمل إلينا الكتاب الصادر حديثا صفحات من الماضي في قضية الحاضر اليمني .. بل سيشعر القارئ وكأن الكتاب أعد لهذه المرحلة التي تمر فيها الوحدة اليمنية بوقت عصيب هي فيه بأمس الحاجة لمن يجدد في عروقها الدماء التي توشك أن تجففها نزاعات السياسة باتجاه هدم المعبد من أساسه في تجاوز لحقائق التاريخ والجغرافيا.
هل أعد يحيى بن حسين العرشي الاستبيان والكتاب لهذه المرحلة ¿ هل كان يتوقعها ¿ لأن مضمون الاستبيان ( أسئلة و ردود) كأنها تقول ذلك وإلا لماذا لم ينشر الاستبيان في حينه على الرغم من القيام به وانجازه قبل ربع قرن تقريبا ¿…
هنا يوضح يحيى العرشي مؤكدا أن الاستبيان كان قد أصبح ضمن وثائق التاريخ إلا أنه ونتيجة لتداعيات المرحلة الراهنة وبخاصة على صعيد التحديات التي باتت تهدد وحدة الوطن “فقد كان لزاما نشر الاستبيان ووضعه في أيدي الجميع ليقرأه الجميع حتى نتبين الماضي وتضحياته ومآسيه ونتجنب الوقوع في معاناة جديدة وضياع جديد وتضحيات جديدة” .
في مقدمة الكتاب يستعرض يحيى العرشي بعض الحقائق مؤكدا من خلالها وحدة اليمن منذ أقدم العصور وحدة بشرية وجغرافية وسياسية واقتصادية وحضارية واحدة وهي حقيقة لا تنفي أن اليمن كما هو الحال في الماضي بالنسبة لكثير من البلدان قد عرف خلال مراحل من تأريخه وجود عدة دول تحكم في آن واحد منفصلة أو متداخلة .
حاول العرشي من خلال استعراض تلك المحطات من تاريخ اليمن توكيد تلك الحقيقة وهي أن اليمن الواحد هو القاعدة أما التجزؤ والتشطير فهما الاستثناء في كل تاريخ اليمن القديم والحديث والمعاصر…منوها بظاهرة الاستنجاد اليمني بخارج اليمن وتكراره عبر مراحل تاريخية مختلفة وما سببته من تعدد مراكز النفوذ الداخلي والخارجي وتأثيرها على تحقيق الحلم اليمني متوقفا عند السؤال أو التساؤل عن أسباب عدم تحقيق الحلم باستعادة وحدة الوطن في فجر الاستقلال الذي تحقق في الثلاثين من نوفمبر 1967م بعد أن تحقق إنجاز الهدف الأول بكامله لثورة 26 سبتمبر عام 1962م ..وأصبح الجمهوريون في صنعاء والقوميون في عدن …
يقول :” هذا ما جعلني أمام هذا السؤال وأنا في موقع المسؤولية وفي مشوار مهمتي في الشأن الوحدوي كوزير لشؤون الوحدة اليمنية منذ عام 1984م -1990م وتحديدا عقب أحداث 13 يناير 1986م تلك الأحداث الدامية التي فاقت كل الأحداث المأساوية في كل من صنعاء وعدن ..وسبق أن أطاحت برؤوس حكامها وقياداتها أما في وقت واحد أو تباعا بعد أن كانت سببا في إراقة دماء كثير من أفراد الجيش والأمن بل ومن الشعب خاصة في مواجهتي عامي 1972م و1979م وفي أحيان كثيرة …
ويستطرد : لذلك وجدت آنذاك أنه من المناسب أن نبحث عن السبب أو الأسباب هل السبب في الإمام أو الافرنج أو فينا نحن كشعب و لم لا ¿ فنحن الذين تخاذلنا أو أختلفنا فدخل الاستعمار فينا … نحن الذين جهلنا بأنفسنا فرحبنا بمن يحكمنا ..نحن الذين ثرنا على الإمام والاستعمار ولم نثر على الضعف والهوان فينا ..نجحنا في ثورتينا وفشلنا في تحقيق أهدافها الأخرى ..خسرنا الكثير من أراضينا شمالا وجنوبا وشرقا المأهول منها والخالي قبل الثورة وبعدها قبل الاس

قد يعجبك ايضا