استنارة
عبدالله حمود الفقيه
(1)
حين تجلتú وانكشفت الحجب عن نورها الأزلي كانت الروح تسمو بمعراجها وتناجي بلا لغة / بكلö اللغات البهاء الذي ليس يشبه شيئا ويشبهه كل شيء.
صعöقا كنت بين يديها تبعثرني مقلتاها ويجمعني همسها المحتفي باحتراقي.
كان يحملني نبضها -كالغمامة– نحو سماء لم يصلö على موجها بشر لم يصلúها ملاك ولم يحتفö الضوء فيها بöمحöب سواي.
(2)
الليل ووجهكö متفقان علي
يرعيان أحلامهما في دمي بمساعدة من كريات دمي البيضاء التي تتعاطف معهما وتفسح لهما الطريق إلى القلب من الذاكرة
هكذا صار اتجاه دورتي الدموية منذ احتفى نبضي اليتيم بوجهك… من الذاكرة إلى القلب ومن القلب إلى الذاكرة.
وأنا –هذه اللعينة التي دائما ما يوصيني جدي أن أستعيذ منها وأنسى- لم أزل أستعذب لذة التيه العاصفة.. أغمض عيني وأدور كمروحة بين وجهك والليل وبين الليل ووجهك…
(3)
لم أزل مثل بوذا أتأمل عينيك لأصل إلى الاستنارة ليقيني أن عينيك وحدهما مركز الكون ومصدر الحكمة التي ظل يبحث عنها طويلا بوذا ومات المسكين وهو يظن أنه وجدها تحت الشجرة.
وأنا أغوص عميقا في ذلك العالم اللامتناهي –هنالك في عينيك– كنت أتساءل هل كان ابن عربي ينظر إليهما كذلك حين استوحى الفتوح المكية وعبر من خلالهما إلى سدرة المنتهى وهل كان الحلاج يجد روحك تتلألأ في الكون فعانى ليصل إلى الحلول والفناء ما أعانيه أنا الآن.
آآآآآآآآآه كم تتعبني هذه الأفعى/ أنا وهي تحبط محاولاتي للتخلص من الوحدة والوصول إلى التوحد.
لم أزل كائنا أرضيا كلما حاول الصعود إلى الأعلى تعيقه أرواح المعذبين عن الوصول لم يتبق سوى خطوة لتلتحم أنانا فيصرخ الليل في وجهي وأصحو على وجهك
يا لهما وجهك والليل كم يتفقان علي.