قضايا الوطن.. بمنظور صحيح
يحيى محمد العلفي
استمعت إلى أحاديث ونقاشات متعددة من شخصيات مختلفة الرؤى والأفكار والثقافات والانتماءات والاتجاهات بثتها إحدى الفضائيات المحلية تضمنت شتى قضايا الوطن وهمومه وتطلعاته إلى المستقبل الأفضل المنشود.. ومن منظور تحاوري يطرح كل رؤيته وتصوره لما يجب أن تكون عليه حياة الحاضر وتطلعات المستقبل الذي تطمح إليه جماهير الشعب صاحبة الحق في التغيير وفي التحول الحضاري وإقامة الدولة المدنية القادرة على استيعاب كل مقومات البناء وعوامل التغيير.
فالأمن والاستقرار ومحاربة الإرهاب والخروج عن الاجماع الوطني وعن الثوابت والأسس المتفق عليها من كافة أطياف المجتمع كانت ولا تزال المحاور الأساسية التي يجمع عليها كل الشرفاء النبلاء من أبناء اليمن على اختلاف انتماءاتهم السياسية والحزبية ومستوياتهم الفكرية والثقافية حيث تطرقت تلك النقاشات التي لا بد أن الكثيرين تابعوا ما دار خلالها من طروحات جادة وصحيحة استهدفت إيجاد مساحة مناسبة من التوافق والاتفاق على صيغة عمل وطنية لمرحلة ما بعد مؤتمر الحوار الوطني والخطوات الواجب اتباعها لبناء اليمن الجديد في ضوء ما ستسفر عنه مخرجات الحوار من نتائج ومقررات لا بد أن تكون مرتكزا أساسيا في عملية التغيير الذي تنشده كل القوى الوطنية المجتمعية صاحبة القول الفصل والفعل المؤثر والرؤى الصائبة النابعة من تغليب المصالح العليا لليمن على ما سواها من المصالح الذاتية الضيقة.
ولقد قال أحد المتحاورين وهو شخصية وطنية رائعة معروفة مرموقة وله مواقف نبيلة تصب في مصلحة الوطن وتحرص على أن يعم الخير والرخاء ربوع اليمن السعيد لقد قال ذلك الإنسان ما معناه: اليمن قبلة المتحاورين ولا بد أن يدرك الجميع بأن بناء اليمن الجديد ودولته المدنية الحديثة لا يتم إلا عن طريق أبنائه وبوفاء وإخلاص مكوناته سواء داخل مؤتمر الحوار أو خارجه ولا بد أن يكون قرار التحديث والتغيير وطنيا يمنيا مائة بالمائة.. وهو كلام معقول ومنطقي ويتردد دائما على السنة كافة أبناء الشعب على اعتبار أن ذلك هو الهدف والأساس الذي لا يختلف عليه أي مواطن من يمن الحكمة والإيمان.
وإنني في هذه التناولة السريعة المقتضبة لأقدر عاليا ما ورد في حديث الأستاذ العزيز يحيى حسين العرشي حول مجمل قضايا الوطن الراهنة وتصوراته لآفاق المستقبل لأجزم بأن ذلك الكلام نابع من روح صافية صادقة ونابع من وفاء الرجل وحبه لهذا الوطن من منظور ثاقب صحيح ومن إنسان وطني غيور عاصر الأحداث وتمعن في مجرياتها.