تأملات لحظية

محمد المساح


 - لشفافية البلاستيك الرهيف جعل بصره يحتار في ذلك التلاصق العجيب بين الماء في الداخل والغلاف وليتأكد من سلامة بصره أو بالأحرى عقله في تلك اللحظة.
لشفافية البلاستيك الرهيف جعل بصره يحتار في ذلك التلاصق العجيب بين الماء في الداخل والغلاف وليتأكد من سلامة بصره أو بالأحرى عقله في تلك اللحظة.
قلب القارورة إلى الأسفل بمعنى أخر الرأس تحت والقاعدة فوق حينها عاد العقل إلى حالته الطبيعية حين شاهد الماء, وهو يرج القارورة أن الماء مستقل بكيانه في الداخل والغلاف البلاستيكي يحتويه لم يقتنع رغم وصوله إلى تلك النتيجة حين أعاد القارورة إلى وضعها الطبيعي وكرر النظر عادت الريشة من جديد إلى عقله تفككت البلتات.
وبحركة غاضية وسريعة عاد مسك القارورة ورج الماء بداخلها وثبت الغطاء جيدا حتى لا يتطعفر الماء من داخلها إلى الخارج واعاد القارورة إلى موضعها أمامه هدأ بعد دقيقة أو أكثر داخل الغلاف البلاستيكي وحملق بعدها بعينين ثابتتين.. وتأكدت له النتيجة السابقة نفسها هذه المرة تيقن جيدا.
أن الاثنين لا يتداخلان مع بعضهما .. ولكل منهها وجوده المستقل الغلاف يحتوى الماء فقط .. وعبارة عن حاضت مؤقت.. حتى يذهب الماء في حال سبيله.. وبعدها يفترقان ويبدو.. أن الماء بحالته الزجاجية السائلة والشفيفة.. داخل الغلاف البلاستيكي يتسيد.. تمام السيادة على البلاستيك الرهيف الذي يحضنه ويحتويه هكذا.. أضاف صاحبنا هذا الاستنتاج إلى قناعته الأولى حين فصل بين الاثنين واعطى لكل منهما كيانه المنفرد والمستقل حتى يضفي على يقينه يقينا فوق يقين ولا يصبح أو يصير بصره وعقله معا في حالة تشويش وإرباك بعد تلك التأملات اللحظية.. وخلالها كان يفرغ الماء في جوفه.. ولا يدري أن الماء يتناقض.. حتى فوجئ بالبلاستيك الفارغ وقد اقتلب أمامه.. مجوفا.. فارغا بلا ماء.

قد يعجبك ايضا