أحلام اليمنيين !!

عبدالحليم سيف


 - في منتهى عام ومبتدأ عام واليمني ...
ما يزال ...

يحلم بيمن يمنحه قليلا من.. الحياة الكريمة والاطمئنان المعقول على حاضره ومستقبل أولاده وأحفاده.

في منتهى عام ومبتدأ عام واليمني …
ما يزال …

يحلم بيمن يمنحه قليلا من.. الحياة الكريمة والاطمئنان المعقول على حاضره ومستقبل أولاده وأحفاده.
ويتمنى اليمنى بأن تكون ثمرة نحو تسعة أشهر من النقاشات الصاخبة والمواقف المتناقضة والآراء المتنوعة داخل أروقة مؤتمر الحوار الوطني وخارجه الخروج بــــ “وثيقة شاملة” تاريخية حقيقية ..صادقة وموضوعية.. “وثيقة” يمنية خالصة تحظى بتوافق وطني تحترم عقول الشعب وتلبي تطلعاته ومطالبه وحقوقه المشروعة دون انتقاص أو التفاف عليها.. والأهم أن تظهر “الوثيقة” المرتجى بسطور واضحة المعالم والكلمات والحروف والعبارات والنقط والفواصل خالية من علامات الاستفهام والتعجب والمصطلحات والمفاهيم والمعايير المشبوهة نظيفة من أفخاخ وألغام وآلا عيب ومناورات ومكائد وعناد ومقامرات الانقلابين والانتهازيين على المواثيق والعهود يستوي في ذلك جنرالات الحرب وتجار الأزمات وإخطبوط الفساد والتهريب وأمراء الظلام والتكفير من مشعلي الفتن والحرائق المذهبية والطائفية والمناطقية بين أبناء الوطن الواحد وكذا بين أفراد القبيلة والعشيرة والأسرة الواحدة أو سواهم من ذينك الأطراف الإقليمية والدولية ..”حلفاء الأمس “و “أعداء اليوم” وبينهما اللاعبون الجدد الذين ما فتئوا يخططون بأموالهم وأسلحتهم وإعلامهم لنحرن شعبنا وتمزيقه وسلخه بين” دويلات “و”كنتونات” و”إمارات “و”سلطنات “و “مشيخات و” اقطعيات “ميكروسكوبية ” كتلك التي كانت سائدة قبل ما يزيد على نصف قرن من الزمن (!¿).
ويتطلع اليمني إلى قيام يمن ديمقراطي موحد في إطار دولة مدنية.. عصرية قوية ..دولة عادلة وضامنة للجميع تجعله يتمتع بكامل حقوقه السياسية والمدنية وتمنحه العيش في ظلال الحرية والعدالة والمواطنة المتساوية دولة بمؤسساتها وأجهزتها التنفيذية والقضائية والتشريعية العسكرية والأمنية والمدنية تعمل من اجل المواطن تخدمه وتحميه ليلا نهار لا أن تواصل نهب ثرواته لمصلحة من سرق الوطن كله ويستمر في مواصلة حربه القذرة والهمجية في غير مكان لاستنزاف دماء اليمنيين وجعلهم يعيشون في فوضى عارمة وتخلف مريع.
ويتمنى اليمني أن يعيش في وطن يرتقي بكفاءته وخبرته ونزاهته إلى أعلى المناصب والمراتب في مختلف مفاصل الدولة وأهم أجهزتها المدنية والعسكرية والأمنية بغير محاصصة و محسوبية وشللية .
ويأمل اليمني في الدولة العادلة المنشودة ألا يشعر بأنه مجرد ” رقم سلبي” في عدد سكان البلاد أو ضمن إحصائية عدد الفقراء والأميين والعاطلين والمشردين والمهمشين والمغتربين عن وطنهم والنازحين والمهجرين بداخله بحثا عن عمل أو أمن افتقده في قريته أو محافظته بفعل إشعال الحروب العبثية الخاسرة.. القبلية منها والعصبية والعنصرية .

ويحلم اليمني في ظل دولة المواطنة المتساوية والعدل الوظيفي وتكافؤ الفرص ألا يقف مطولا في طوابير الباحثين عن الوظيفة أو يطوف بملفه بين الوزارات والمؤسسات وعندما يتقدم لوظيفة معلنة تجد الفائز بها الفاشل في دراسته(!!) ويتمنى الشاب المؤهل تأهيلا علميا راقيا ألا يحتاج يوما لوساطة من “العيار الثقيل ” تعبر به إلى شركة نفطية أو وزارة الخارجية وغيرهما من المؤسسات الحيوية والحساسة يكفي أن يتبوأ بعلمه منصبا رفعيا في وزارة أو مؤسسة جامعة أو محافظة أيا يكن أسمه ولونه ولهجته وطوله وعرضه ووزنه أو حتى انتمائه الجغرافي .. يكفي أنه يمني !!.
وفي دولة المواطنة المتساوية المرتقبة يتمنى الطالب المتفوق في الثانوية العامة ومعاهد التدريب المهني والتقني أن يحصل على مقعد للدراسة في جامعة أوروبية أمريكية..أو أسيوية..بحيث لا تكون هذه المنح وقفا على الفاشلين من أبناء المسئولين والمتنفذين الذين يعودون بشهادات مضروبة والمضحك أنه يتم تعينهم فورا على رأس قيادات منشآت يجهلون أسمائها وكيفية إدارتها !!.
ويتطلع اليمنى لدولة عادلة لا تميز بين مواطن وأخر فيها يحصل الموظف على راتب يكفيه لترتيب معيشته مع أسرته خلال الشهر ويوفر منه ما استطاع يحصل على حقوقه من الامتيازات والمكافآت والترقيات والعلاوات والإجازات بلا مغالطة وتسويف ومراجعة وتقارير كيدية ونفاق مقزز ويتمنى أكثر-أي الموظف- أن يبدع و يعمل ليل نهار بهمة عالية لا يسرق ولا يرتشي لأنه يدرك أنه إذا مرض فحق التطبيب والدواء مكفول والتأمين الصحي بين يديه مضمون فليس بحاجة لأن يطلب مناشدة صحافية لتوجيهات رئاسية لإنقاذه من أنياب مرض قاتل وعند خروجه من الوظيفة إلى التقاعد تجده رافع الرأس موفور الكرام

قد يعجبك ايضا