قرارات ” عز الخطاب”
خالد الصعفاني
. في ما عدا قرارات التعيين أو التكليف فإن بيانات ومعالجات الأطر الحكومية على كل المستويات ليست إلا طبطبة على ظهور المحتربين أو قطاع الطرق أو الفاسدين .. وتابعوا معي مناشدات الحكومات والوزارات المعنية بخصوص ما يجري في دماج كمنطقة حرب حقيقية بين الحوثيين والسلفيين وقبلها حروب صعدة الستة , وبين القبائل التي اشتهرت بتفجير الكهرباء وأنابيب النفط في مأرب وشبوة , وقطاع الطريق أو الخاطفين في مختلف الخطوط بين المدن وداخلها أيضا ..
.. الحكومة تناشد .. وزارة الكهرباء تدعو المفجرين أن ” خفوا ” على أبراج الكهرباء ” شوية ” .. .. وزارة الصحة تطالب المستشفيات والصيدليات التقيد بتطبيب الناس وفق الحد الأدنى المعقول مما يلزم و يعقل .. وزارة الداخلية تحث أصحاب الدراجات لترقيم دراجاتهم والالتزام بقواعد المرور العامة .. وزارة الدفاع تأمل أن يبقى السلاح الثقيل بيد الدولة فقط .. وزارة الصناعة تتمنى أن نستفيد من انضمامنا إلى منظمة التجارة العالمية .. وزارة تذكر تدعو وسائل الإعلام بأهمية تناول القضايا المختلفة من منظور وطني ومهنية .. وزارة الأوقاف تناشد خطباء الجوامع الالتزام بالحياد وإبعاد السياسة عن الخطابة .. وهلم جرا إلى ما لانهاية له أو حتى توقف عنده ..!
.. بالله عليكم أي خطاب هذا .! وأي ثمار نرتجيها من هكذا ركة وضعف وتلكؤ ..! وما وقع تلك الكلمات المطاطة والمسلوقة والخالية من روح الهيبة وجوهر الضبط ..! حتى الابن حين يسمع كلام أبيه ” فاترا ” أو ” فالتا ” فإنه لا يلتفت إليه ويعتبره ضوءا اخضر لمواصلة الخطأ ..
.. وهكذا ضاعت هيبة الهيئات من القمة إلى القاعدة .. وعلى هذا النحو تحولت الجهات المعنية بحفظ الأمن وضبط العصاة وتمكين القانون إما إلى ” مفارع ” لا يزيد حالها عن ” معترض ” مر من هذا الشارع لحظة شجار , أو إلى ولي أمر لم يعد يلي من الأمر شيئا وفقط يذكر بأننا لا زلنا هنا ..
.. الجميع يتحدث عن ” فاعل مجهول ” يقوم بكل الإشكاليات ويقتل حق اليمني في العيش الكريم .. فاعل مجهول يترصد بهذا المواطن ويضرب طموحات هذا الوطن في مقتل صباحا أو مساء أو ليلا لا احد يردعه ولا يجد من يوقفه .. الجميع يشتكي واستوي في ذلك رؤساء الحكومات مع أرباب الأسر وربات البيوت .. الجميع يشكو دون تفريق بين من له الحق في عيش امن وكريم ومن عليه مسئولية توفير ذلك الآمن وذلك العيش الكريم ..!
.. وكما قلت سابقا هي قرارات التعيين والتكليف على كافة المستويات تحظى بصيغه الأمر أو صيغة الجزم ويبدو أن السر هنا هو في إن كل الإشكاليات السابقة أمام الهيئات الحكومية لم تستجلب هيبة تلك الهيئات في حين أن قرارات التكليف أو التعيين وأكثرها لصالح إقصاء البعض أو إهداء للبعض الآخر ..
.. كيف يمكن للمحتربين في دماج وكما قبلها في حرب صعدة أن يستقبلوا دور هيئة حكومية وهي تدعو المتحاربين لضبط النفس والكف عن القتال ¿!! .. كيف يمكن أن نضرب على أيدي المخربين في قطاع الكهرباء أو المحروقات والهيئات المعنية تطالب هؤلاء بكف أذاهم رغم أنهم مخربون ويمكن أن يعاملوا بطريقة المحارب ¿!!.. كيف يمكننا ضبط واقع الإعلام ونحن نستجدي المؤسسات الإعلامية تحري الدقة والتموضع في خندق الحياد ¿!! ..
أخيرا :
.. في ما عدا الخطاب الموجه لتنظيم القاعدة من جهة وقرارات التعيين والتكليف من جهة أخرى فإن الخطاب الحكومي الموجه لمعالجة مشاكل البلاد خطاب ظل لأعوام طويلة باردا وسطحيا لم يحقق هدفه ولم يرد أحدا عن غيه بل حفز على التمادي وزيادة طحين الماسي ماء أو قولوا زيتا..!