أيها اليمنيون أينما كنتم أحبوا وطنكم اليمن يحببكم الله

د/ عبد الله علي الفضلي

 - من لا يحب وطنه ولا يرعاه ولا يجله ولا يعظمه ولا يرفع من شأنه ولا يخاف عليه فلا وطن ولا إيمان له ولا ينبغي له أن يقول أنا أحب الوطن نفاقا من خارج قلبه .
د/ عبد الله علي الفضلي –
من لا يحب وطنه ولا يرعاه ولا يجله ولا يعظمه ولا يرفع من شأنه ولا يخاف عليه فلا وطن ولا إيمان له ولا ينبغي له أن يقول أنا أحب الوطن نفاقا من خارج قلبه .
فحب الأوطان ليس بالتمني ولا بالتغني بالأناشيد والأغاني الوطنية , فحب الوطن مسألة مبدأ ومواطنة صالحة, والمواطنة الصالحة لا تأتي عفوية أو بالمصادفة إنما تأتي من خلال تربية وطنية سليمة وانتماء حقيقي للوطن لا ريب فيه لأن الوطن يتسع لكل الناس. لأن حب الوطن من الإيمان.
فكثير من الناس يجعل من انتمائه للوطن مجرد بورصة مالية أو رخصة يحصل عليها ليمارس بموجبها العمل وإذا شعر أن هذه الرخصة أو البورصة قد أوشكت على الانتهاء ولم تعد صالحة يلعن الوطن وأبو الوطن ومن يسكن هذا الوطن , فمواطنته وولائه للوطن مرتبط بمصالحه الشخصية الأنانية التي يحقق من خلالها كل آماله وطموحاته , فإذا شعر ذات يوم أن مصالحه الشخصية والمكاسب التي تدر عليه دخلا كبيرا أنها قد تنتهي في أية لحظة, هنا يتحول إلى عدو مبين ينهش في عرض الوطن ويتاجر به ويبدأ بالنقد والسخط والتذمر لكل شيء كما يبدأ بالبحث عن دور جديد يحبط من خلاله مسيرة الوطن و التآمر عليه ومن ثم البحث عن تمويل خارجي للمساهمة في تخريب الوطن وتدميره طالما لم يعد له صله أو مصالح فيتحول إلى ناقم وناكر وجاحد للوطن الذي شرب من مائه وأكل من نباته وتنفس من هوائه وبنى وكون مدخراته من خيراته وتنعم بثرواته وتمرغ في الفساد من قمة رأسه إلى أخمص قدميه ولم يسأله أحد من أين لك هذا ¿
فكيف لأمثال هؤلاء أن يحبوا الوطن من قلوبهم وقد باعوه بثمن بخس بدراهم معدودة.
فلو كنا نحب وطننا حبا حقيقيا لدافعنا عنه وعن مصالحه دفاع الأسود عن عرينها أو عن مملكتها.
ولكننا أمام المحن والمصائب والكوارث والمجازر التي تصيب الوطن في كل مرة نهجع ونستكين ونصمت ونتفرج ونهرب من قول كلمة الحق ونخاف أن نقولها صراحة حتى لا يلحقنا الأذى من أولئك القتلة والفجرة . وحينما يجد الفجرة والقتلة أن المواطنين صامتين ومرعوبين وخذلة وغير غيورين على وطنهم أو غيورين على دماء آلاف الشهداء فإن هؤلاء القتلة والفجرة يتمادون في طغيانهم ويظنون أن المواطنين قد أصابهم الخوف والرعب والاستكانة, ولذلك فهم يلحقون بالوطن المزيد من الهجمات والاغتيالات والتدمير والتخريب المستمر للمنشآت الحيوية والخسائر الفادحة في كل شيء والدليل على ذلك أن مخربي أنابيب النفط والغاز وأبراج الكهرباء هم من فصيلة هؤلاء الفجرة الذين لا يرقبون في مؤمن إلا ولا ذمة خاصة حينما شعروا واطمأنوا أن لا دولة قوية تردعهم ولا قانون قوي يزجرهم ولا محكمة شديدة تؤدبهم ولا شعب غيور يتظاهر ضدهم ولا عقاب صارم يطالهم فتمادوا وأشتد عودهم وقويت شوكتهم وباتوا عصيا على الملاحقة والمحاكمة .
ولو كنا نحب وطننا من قلوبنا لدافعنا عنه بقدر ما نستطيع كما ندافع عن مصالحنا وعن ثرواتنا وعن اقتصادنا وعن تراثنا وعن متاحفنا وتماثيل حضارتنا.وعن استثماراتنا وعن سياحتنا.
فكل من يعبث بممتلكات الوطن أو يقوم بتدميرها أو تخريبها أو نهبها وتهريبها والمتاجرة بها فهو عدو لهذا الوطن الذي لا يستحق الانتماء إليه وينبغي ملاحقته ومحاكمته ونبذه والتعزير والتشهير به ليكون عبرة للآخرين .
أيها اليمنيون مرة أخرى أحبوا اليمن من قلوبكم ولا تضعوها في جيوبكم أحبوا الوطن يحببكم الله .
أستاذ جامعي *
aafadhli@yahoo.com

قد يعجبك ايضا