“ثائر مغمور” آخر يفارقنا

علي بن علي حسن عشيش

 - اقتبست هذا العنوان من رثاء بقلم الوالد الثائر المناضل /محمد حمود الصرحي عند وفاة والدي المنشور في جريدة الثورة بتاريخ 1997/8/9م والذي عنونه بـ «ثائر مغمور» وهو من أصدقا ورفقاء والدي على كثرتهم الذي سعى لرثاء شخص ربطته به صداقة ونضال لأكثر من أربعين عاما وأكد لنا الوالد المرحوم علي صالح
اقتبست هذا العنوان من رثاء بقلم الوالد الثائر المناضل /محمد حمود الصرحي عند وفاة والدي المنشور في جريدة الثورة بتاريخ 1997/8/9م والذي عنونه بـ «ثائر مغمور» وهو من أصدقا ورفقاء والدي على كثرتهم الذي سعى لرثاء شخص ربطته به صداقة ونضال لأكثر من أربعين عاما وأكد لنا الوالد المرحوم علي صالح الحميدي بتعديد سمات وجهود والدنا النضالية وها أنا اليوم ولست بأديب أو كاتب أو خطيب أسعى إلى أن أهدي هذا الرثاء إلى روح وأسرة المرحوم الوالد علي صالح الحميدي وهو من أعيان العرش – رداع المقيم في صنعاء منذ قيام الثورة في سبتمبر 1962م وأتمنى ألا أكون الوحيد في ذكر الجزء اليسير من مناقب هذا الثائر المناضل الذي كان له دور في الاشتراك مع عدد من ثوار مناطق محافظة رداع (والتي كانت محافظة حتى عام 1972) ومناطق اليمن بشكل عام . ومن تلك المناقب اشتراك المرحوم في فعاليات متعددة للأفواج الأولى لمنتسبي الحركة الوطنية بما في ذلك التطوع في طلائع الحرس الوطني لحماية الثورة ومكتسباتها وتعريض نفسه كزملائه لمخاطر المواجهة مع من سعوا لإفشال الثورة او آخرين سعوا لحرف مسار الثورة فما كان يتمتع به الوالد / علي الحميدي رحمه الله أنه كان قد فتح عينه مبكرا – بحكم غربته في المهجر قبل الثورة- حيث كان يؤمن بضرورة تغيير الأوضاع جذريا في بلادنا لانتشالها من حالة البؤس والتخلف والظلم وللحاق ببقية الأمم في التنمية والازدهار وتميز المرحوم بوعي فطري مبكر وتأثير كبير على كل من حوله من البسطاء والعامة من ناحية ومن ناحية أخرى تميز بالشجاعة والإقدام والمثابرة في الكثير من الأنشطة الثورية التي كان يذكرها والدي عنه كالمشاركة في الوفد الممثل لمنطقتنا في مؤتمر خمر أو مشاركته في قيادة المسيرات الداعمة والمصححة لمسار الثورة وغيرها وأتمنى أن يذكرها ويفصلها من تبقى من رفاقه المقربين.
كما تميز المرحوم أيضا بعدم السعي للحصول على مغانم وأي مزايا كالتي حصل عليها بعض الثوار أو مدعي الثورية بل قام بمواصلة عمله الحر ليل نهار في محله المتواضع بشارع جمال بصنعاء ليكسب قوته ويربي أولاده من عرق جبينه كما تميز بالإنصاف والوفاء لكل من عرفوه مترفعا عن الصغائر والأحقاد والأمراض المقيتة والأكثر من ذلك الامتناع عن المن وذكر المواقف والجهود والبطولات التي قام بها تواضعا منه.
وبعد أن ترسخت الثورة بعد فك حصار السبعين عن العاصمة ورغم استمرار مشاركته ضمن فريق من أعيان منطقة رداع بالمتابعة ولسنوات طويلة للقضايا العامة التي تهم الوطن والسعي لتحقيق المشاريع التنموية وتنشيط العمل التعاوني في رداع بالجهد والمال إلا أنه أيضا استراح كثائر وتفرغ لعمله وتربية أولاده وهم قرة عينه الأخ المهندس نصر علي الحميدي مدير عام مؤسسة استكشاف النفط والغاز وإخوانه الأعزاء خالد ونبيل وعلي أنجال المرحوم الذي يكفي والدهم أنهم حصلوا على فرص من التعليم والعمل الكريم بفضل نضال المرحوم وأمثاله طيب الله ثراه والذي أرجوه أن يسامحوني إن قصرت في إنصاف والدهم بالقدر الذي يستحقه.
وفي نفس الوقت أغتنم هذه الفرصة لأعزيهم أعظم العزاء مرة أخرى وجبر الله مصابهم ولا أراهم مكروه سواه وإنا لله وإنا إليه راجعون وغفر الله لهم ولموتانا أجمعين الفاتحة إلى روحه جزاكم الله خير وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين.

قد يعجبك ايضا