لعبة التساقط بنظرية الهدم!!

عبدالله الصعفاني

مقالة


 -  جميلة هي الفراشات لولا أنها تذكر بهذا التنامي العجيب في أعداد النخب الغبية في عالم عربي لم يفطن أهله إلى مصالحهم رغم كل هذه الفواتير المدفوعة من الدماء والأمن والسلام الاجتماعي والسيادة..
> جميلة هي الفراشات لولا أنها تذكر بهذا التنامي العجيب في أعداد النخب الغبية في عالم عربي لم يفطن أهله إلى مصالحهم رغم كل هذه الفواتير المدفوعة من الدماء والأمن والسلام الاجتماعي والسيادة..
> وجميلة هي أسماك البحر الملونة لولا أنها «تنكش» وتذكرنا بخطيئة استعارتنا لذاكرتها الضعيفة لنبقى في حالة ملاحقة خائبة لصنارات وشباك صيادي الأرواح العالميين الأوغاد.
> منشغلون نحن العرب بمتلازمات نزيف الدم الجديد غافلون عن وضع أي اعتبار أو عبرة من الدم القديم منذ داحس والغبراء وما قبلها وحتى هذا التصفيق لقطط آدمية تأكل ابناءها وتدفع بهم إلى أتون المهالك.
> نسينا دماء وأرض فلسطين بدماء صومال ما بعد سياد بري ودماء العراق وقائده لننشغل بدماء أعوام نزيف جديد.
> لا قوى مؤثرة قرأت التاريخ بشكل جيد وفرملت وصول العجلة إلى منحدرات أخطر ببركات متحكمين لم يتعلموا ولم يفهموا بقدر مايكررون اثبات الجفاف في ملكات التحليل وماكنزمات الغير وردود أفعال النخوة ولا عزاء للعقلاء الذين تواروا وانزووا وهم يرون لعبة التساقط التي يخوضها أقطاب نظرية الهدم والبناء الذين أثبتوا عدم الكفاءة والجدارة سوى في تطبيق نظرية الهدم.
> هل من المعقول أن تمر كل هذه القرون وما تزال الحروب تندلع في العالم العربي على خلفية الانتصار إما لعلي أو معاوية¿
هذا ما يحدث في أكثر من مكان ويجري التأسيس له في اليمن رغم غياب الأرضية فمن يحمي هذه البلاد من شطط التوجهات الزائفه التي تستدعي الاسلام إلى مواقف صراع لا علاقة له بالإسلام!!
> كان يمكن أن يقول الواحد منا للآخر إلى أين تريد الذهاب هذا اختيارك الديمقراطي ولكن.. المشكلة أعمق حيث أننا نغرق في أزمة ثقافية.. أزمة فكر وأزمة فهم حقيقي للدين الذي طالما أكد في تعريفاته أن المسلم هو من سلم الناس من لسانه ويده.
> أحداث عنف تؤلم ونزيف دماء يوجع وعندما تحضر فكرة اللقاء والحوار تفسد المحاولات بأيدي أطراف ليست في حالة جاهزية للمصارحة وإنما في حالة أما مصارعة أو مطارحة على كراسي التمكين.. هذا الحال الممتد من تونس إلى اليمن دفع مبدعا مثل لطفي بوشناق أن يبكي على المسرح وهو يلهج بأغنية دعوة المتحاربين إلى أن يأخذوا المناصب والكراسي «خذوا الكراسي والمناصب وخلوا لي الوطن».
> ودائما.. المشكلة العربية هي سيادة حلال لنا.. حرام عليهم والمفارقة أن ما يخطط للمنطقة وينفذ مكشوف والكل مشارك فيه من حيث يدري ولا يدري فيما تورد الشعوب موارد التهلكة وسط وسائل إعلام مضللة تثابر في تقبيح الجميل وتجميل القبيح بالخلفية الحزبية والجهوية وليس بمفهوم الاعلام ضمير الشعب وصوت المقهور والمغلوب.
> الشعوب تسبق قادتها لإعلان كراهيتها للعنف لكنها لا تملك القرار.. وعلماء يغفلون أن المساجد لله ولا يجوز أن ندعو فيها مع الله إله آخر فإذا بخطب جمعة على امتداد العالم العربي والاسلامي تتحول إلى توك شو سياسي.
> هنا يأتي التساؤل عن دوافع هذا الاجترار لثقافة استدعاء الصراعات القديمة ثقافة الفتن واللطم والظلم.. بل وتحويل المنارة نفسها أما إلى هدف لقذيفة أو منصة للعنف في مهمة خارج سياق مهمات المئذنة والمسجد..
> ولفد نجح الغرب المستعمر بلبوسه الجديد في اختراق المسلمين باستمرار فحقق الحرب على الاسلام من داخل الاسلام وهو ينجح في إحياء النقاط الخلافية بين المذاهب كما هو حال التركيز على الفتن.. الشيعية السنية واحيائها.
> ودائما كان هناك السياسي الذي يضفي على نفسه المشروعية فانجرفت الأمة في السياق السياسي وسط تنافر مقيت بين القول وبين الفعل.. فضلا عن التأويلات الفاسدة التي نشاهدها اليوم تنفذ سايكس بيكو جديدا في مثابرة لتقسيم المقسم وتجزيء المجزأ.
> ولا غرابة من النتائج عندما يكون في الأمة من يصادر الحقوق باسم الدين ويقتل باسم الدين ويعمل على أن يفقد النص الديني قدسيته بسبب التوظيف السياسي والحصيلة فضاء يبرر للقتل والخطف والسرقة وهتك الأعراض والاقصاء وغير ذلك من السفة الجاهل.
> أوضاعنا تصعب على الكافر والزنديق ومع ذلك لا نزال متمسكين بالبيت الشعري المتعصب..
وما أنا إلا من غزية إن غوت
غويت وإن ترشد غزية أرشد
ولا حول ولا قوة إلا بالله

قد يعجبك ايضا