مجانين ذمار يموتون من البرد¿!

علي محمد الجمالي


 - تناقلت وسائل الاتصالات عبر الشبكة العنكبوتية وفاة أحد المرضى النفسيين في أحد شوارع مدينة ذمار قبل أيام بسبب تدني درجة الحرارة إلى ما دون الصفر متأثرا من شدة البرد الذي أصابه ولا يملك

تناقلت وسائل الاتصالات عبر الشبكة العنكبوتية وفاة أحد المرضى النفسيين في أحد شوارع مدينة ذمار قبل أيام بسبب تدني درجة الحرارة إلى ما دون الصفر متأثرا من شدة البرد الذي أصابه ولا يملك مأوى أو ملبسا مناسبا أو بطانية تنقذه وغيره من عشرات المرضى النفسيين من موت محتم بسبب قسوة الأهل وتخليهم عنهم وبسبب انشغال المجتمع كل بنفسه وكأننا في يوم القيامة.
وما هو الأدهى والأمر هو عدم الإحساس بالمسؤولية وتأنيب الضمير من قبل المسؤولين في محافظة ذمار الذين تحت تصرفهم عشرات الملايين من إيرادات التحسين ينفقونها كيف ما شاءوا ولمن شاءوا.
في حين أن العشرات من المرضى النفسيين يموتون في شوارع ذمار ومديرياتها يجوبون الشوارع ويقطعون القفار ويتعرضون للجوع والعطش والمرض ويتعرضون لمخاطر شتى منها دهس السيارات ووسائل النقل الأخرى التي تدهسهم ببرودة أعصاب وبدون مساءلة من أحد وكم تعددت مثل هذه الحوادث ليس في ذمار وإنما في كل مدينة وقرية.
وأنا هنا لن أضرب أمثلة إلى أين وصل الاهتمام عند غير المسلمين بالحيوان ورعايته وعلاجه والمحافظة عليه وإنما أذكر الجميع كيف كان المجتمع اليمني ومسؤولوه يوقفون خيرة أموالهم وأراضيهم من أجل كفالة المجانيين ورعايتهم وإطعام المواشي والمأوى لعابري السبيل من الفقراء والمساكين وسقيا الإنسان والحيوان حتى وصلت إلى كفالة طلاب العلم في المساجد وحلق العلم وتخصيص كل بيت لأحد طلاب العلم أو أكثر راتبا يوميا من الخبز وما تأكله الأسرة حتى أشعروا طالب العلم أن ما يستلمه من خبز يومي من أي بيت هو حق له لا يشعر بالحرج من أخذه والمطالبة به فاسمه راتب لا يحس من يأخذه أنه صدقة.
واليوم ما نعيشه من تدن للقيم وللأسلاف والأعراف وما نعيشه من مآس يومية وحروب وقتل واختطاف وترويع للآمنين وقطع للطريق وخوف من المجهول كل ذلك سببه عدم التراحم فيما بيننا وانشغال بعض من ولاهم الله علينا بالكسب الحرام وجمع الأراضي والعقارات إن لم يكن نهب بعضها على الضعفاء والمساكين وعدم الرحمة والاهتمام بالمجانين
والمرضى النفسين والخانعين.. والبائسين.. وعدم الرحمة بالحيوان بكل أنواعه وللأسف أن كل هذه القيم التي عاشها آباؤنا اندثرت.. وفي وقت كان العلم والتعليم يتوسع في اليمن وكان من اللازم أن تتطور تلك القيم النبيلة بتطوير المأكل والمشرب والملبس وكل وسائل الراحة..
ومن أسباب اندثار القيم النبيلة.. أن البعض منا مشغول بنفسه لا يتفقد جارة ولا يتفقد أرحامه.. ولا يعطف على مجنون أو حيوان ولا يغير منكرا.. ومثلنا يتصرفون وأكثر من ولاهم الله علينا.. ولذلك لا يصحو البعض منا إلا عند حلول أي كارثة أو مصيبة تحل به أو بأسرته أو بجيرانه.

قد يعجبك ايضا