عن تهوين قتل المخالöف!

عبدالله السالمي


 - لا يحتاج أحدنا إلى كبير عناء لكي يدرك أن الأوساط الدينية والاجتماعية تغص بفقهاء وخطباء وعلماء دين وناشطين وكتاب لا يدينون القتل في حد ذاته (سواء وقع على مسلم أو غير مسلم

لا يحتاج أحدنا إلى كبير عناء لكي يدرك أن الأوساط الدينية والاجتماعية تغص بفقهاء وخطباء وعلماء دين وناشطين وكتاب لا يدينون القتل في حد ذاته (سواء وقع على مسلم أو غير مسلم يمني أو غير يمني سلفي أو حوثي..) وإنما يدينون القتل الممارس مöن فريق يعادونه في فريق يوالونه.
على ألسنة هؤلاء الذين لا يستنكرون القتل مöن حيث هو إزهاق لحياة إنسان منحه الله إياها وإليه وحده أمúر استرجاعها كثيرا ما نسمع عبارات شجب وإدانة لحوادث قتل لكن عبارات الشجب والإدانة هذه تستبطن الرضا والقبول بحوادث قتل أخرى.
خذوا مثلا من يعلق على الأعمال الإرهابية التي يتبناها تنظيم القاعدة بالقول مستنكöرا: “إن التنظيم لم يعد يستهدف المصالح الأجنبية وإنما بات يقتل عسكريين ومواطنين يمنيين مسلمين”! ألا يعني مثل هذا التعليق أن صاحبه لا يمانع أن تستهدöف القاعدة بالتفجير والقتل أجانب غير مسلمين¿!
وخذوا على سبيل المثال أيضا من يقول باستنكار: “إن الحوثيين يصرخون ليل نهار بالموت لأمريكا لكنهم لم يقتلوا أمريكيا واحدا وإنما قتلوا إخوانا لهم في الدين والوطن”! ألا يعني مثل هذا التعليق أن قائله لا يمانع أنú يقتل الحوثيون رعايا أمريكيين في اليمن وأنه سيعدها فضيلة لهم لو قاموا بذلك¿!
هذان نموذجان لفظيان على مواقف عقائدية وأيديولوجية وسياسية تجاهöر بإدانتها لأحداث قتل مöن نوع ما ولا تخفي قبولها في نفس الوقت بحوادثö قتل مöن نوع آخر حتى وإن كان القاتل واحدا في الحالتين.
إن إدانة القتل ما لم تكن استنكارا ورفضا له بوصفه اعتداء على الحياة الممنوحة لجميع البشر كحق أساسي تبتني عليه بقية الحقوق فليست إدانة صادرة بدافع أخلاقي يفزع لمقتل الإنسان مöن حيث هو إنسان أنى كان لونه ودينه وانتماؤه وإنما هي إدانة بدوافع أخرى تتعامل مع الإنسان كعضو في جماعة أو تنظيم أو جهة دينية أو سياسية..
وإن الذين لا يجرمون القتل إلا حين يستهدف الموافق لهم في الدين أو المذهب شركاء مöن حيث دروا أو لم يدروا في تهوين استهداف المخالöف وسلبه حياته.
واهöم إذنú منú يعوöل في محاربة الإرهاب على خطاب ديني لا يتعدى سرúد النصوص التي تحرöم على المسلم قتل المسلم. فهذا الخطاب الذي يحúصر عصمة دم المرء في إعلان إسلامه هو ذاته الخطاب الذي لا يؤمن بأن إنسانية الإنسان مجردا مöن كل اعتقاد وانتماء هي التي تعطيه حق الحياة وتجرم سفك دمه وإزهاق روحه.

قد يعجبك ايضا