حزن خاص …..

عبد الرحمن بجاش

 - على المستوى العام أنا مفجوع , وعلى المستوى الشخصي فقلبي موجوع , ليس فقط على عبد الجليل وزوجته باعتبار القرب الخاص , بل أنا مفجوع على وطن , وموجوع على بنت البحم ,
عبد الرحمن بجاش –
على المستوى العام أنا مفجوع , وعلى المستوى الشخصي فقلبي موجوع , ليس فقط على عبد الجليل وزوجته باعتبار القرب الخاص , بل أنا مفجوع على وطن , وموجوع على بنت البحم , وابكي بنت الثلايا كما بكاها عبد الفتاح عبد الولي , وابكي الألماني والهندي والفلبينية هؤلاء الذين أتوا فقط ليقدموا يدهم بالخير , إذ لو أتوا كما يدعي قتلة الحياة ( لينصرونا ) فالفضائيات تدخل إلى أسرة نومنا !! فلا يحتاجون للمجيء , ما ذنب هؤلاء والنبي الأعظم ينتصر للمقتول ظلما ولو كان كافرا¿¿ , أنا أبكي كل من تقتل حياته ظلما وعدوانا , لكن كيف أفسر أن تقتل إنسان لا علاقة له بأسبابك !!! كيف ¿¿ . من حقي كإنسان أن أظل أبكي هذا الرجل الذي أرى حزن الناس عليه لا يوصف , لماذا ¿¿ هكذا يكون السؤال ¿¿, القاضي عبد الجليل نعمان الصديق الأعز لي به علاقة خاصة ربما تنسحب عليها علاقتي الأسرية ببيت النعمان عموما وهي حكاية طويلة اشرف بها , وزوجته من الناس الأعزاء , هما الاثنان سأظل أبكيهما , فقد قتلت حياتهما ظلما وعدوانا وهما من كانا من اشد أنصار الحياة رحمهما الله . قال عبد الجليل قبلها بأيام متصلا : أشتي أجي آذيك الزاوية , أنا لا اخرج من البيت لكنني شجن عليك وعلى الزاوية ) , فعادة حين يأتي صديق ( نخزن ) معا , فنجلس بعد الغروب على ضوء عمود الشارع المطل من النوافذ الكبيرة على الديوان , يعطي الضوء غير المباشر إحساسا بالخصوصية طالما ارتاح إليها وثالثنا أهيلنا د . نبيل احمد حسن نعمان , قلت : أنت صاحب البيت , كان ذلك آخر عهدي بصوته , أما شكلا فكلما احن إليه أمر وبيته قريبة من مدرسة بنتي , أصوت له ( بهون )السيارة , يحس بي , يظهر من النافذة : (أنا فدى لك تطلع تتغدي ), أجيب : يكفي إنني شفتك واذهب , ماذا أقول والحزن يعتصر النفس سوى أن إرادة الحياة ستنتصر , ومن قتل عبد الجليل وزوجته والأبرياء جميعا هو الميت بينما هم في أعماق قلوبنا, وعقولنا لن تضيع بوصلة الاتجاه , حيث لا مخرج لنا إلا بالوقوف في وجه من يريدون اغتيال وطن بكل أشكال الاغتيال , بالصامت , بالتحريض , بالفساد , بالتفجير المباغت , بحرق الحرث والنسل , أيها اليمنيون لا تتحسسوا مسدساتكم , بل تحسسوا قلوبكم خوفا على ابن أو ابنه ذهب أو ذهبت بالشهادة إلى الجامعة أو للعمل فقرر احدهم اغتيال الحياة , لنجد الابن أو الابنة في ثلاجة والشهادة يلعب بها الريح حيث تم قتل الحياة …. أيها اليمنيون : انتصروا للحياة التي هي الوطن , ويا عبد الجليل ويا أسماء ويا بنت البحم بنتنا والثلايا بنتنا , ويا كل الذين قضوا ظلما ستظلون في مآقي عيوننا …

قد يعجبك ايضا