كلية ” الإعدام ” !!
أحمد غراب
نحن اول نازحين في اليمن
واقصد بكلمة نحن طلاب كلية الاعلام
في عام 91 م بدأنا نازحين مخيمين في كلية الاداب في قسم كان شعوري ايامها كطالب اعلام كشعور أي يمني دخل السعودية تهريب وغير مكفل ينتظر بين الحين والآخر ان يتم ترحيله .
بعد ذلك دهفونا من قسم الى كلية ولكن دون ان يوفروا مبنى لهذه الكلية او أي اساسيات للعملية التعليمية الاعلامية وعلى مضض استأجروا لنا مبنى خمسة طابق ما ينفع الا مخزن للحمير العرج .
لم نكن نشعر اننا ندرس في كلية لكن حبنا للاعلام ودراسته جعلتنا نصبر ودرسنا في اسوأ الظروف دون أي وسائل تدريبية او مناهج حديثة أو أي شيء يدل على اننا ندرس اعلام في قرن يسمى الواحد والعشرين .
المبنى كان بالإيجار وفي أي لحظة كنا مهددين بالطرد مثلنا مثل أي مستأجر يمني ويبدو اننا كنا ندفع ثمن الحقيقة مقدما لأن المسؤولين الجن الذين كانوا يحكموننا كانوا يتصورون ان كلية الاعلام هذه ستكون مفتاحا لجميع البلاوي التي ستلاحقهم وتقض مضاجعهم وتكشف ملفات فسادهم ونهبهم للبلاد والعباد .
تم نقل الكلية من ذلك المبنى إلى جزء من مبنى معهد الشوكاني القديم ولو ان الامام الشوكاني خرج من قبره وشاهد حال الطلاب في هذا المبنى لبكى بكاء مريرا من هول ما سيراه .
مرت السنوات وجاء ربيع بن عربي وقلنا اخيرا سنتحرر من قيود التخلف التي اهملت كلية الاعلام وحكمت عليها بالاعدام لامبنى ولا اجهزة ولا وسائل تدريب ولا امكانية لأي مهارات لاشيء سوى مبنى اشبه بقلعة اشباح من القرون الوسطى ومناهج قديمة اكل عليها الدهر وشرب ودكاترة اصواتهم مبحوحة كانهم يدرسون في معلامة مثل تلك التي كان يدرس فيها بركتنا .
رغم كل تلك الظروف السيئة والاهمال المتعمد تخرج من كلية الاعلام ما يقارب 18 دفعة انتشروا في كل المؤسسات الاعلامية وصار الكثير منهم اليوم قادة رأي في جميع المجالات على المستوى الداخلي والخارجي ايضا وظل الاهمال لكلية الاعلام .
الاخ رئيس الجمهورية وجه الحكومة باعتماد ميزانية للمبنى ضمن موازنة العام 2014, لكن القرار لم يستجب له إلى الآن !!!
آما آن الاوان بإلغاء حكم الاعدام على كلية الاعلام وايجاد مبنى لها¿!!
اذكروا الله وعطروا قلوبكم بالصلاة على النبي
اللهم ارحم ابي واسكنه فسيح جناتك وجميع اموات المسلمين