وفاة شاعر العامية المصرية أحمد فؤاد نجم


توفي الشاعر الشعبي المصري أحمد فؤاد نجم صباح امس في القاهرة عن عمر 84 عاما.
ونجم من أهم شعراء العامية في مصر يقف إلى جانب الشعراء الكبار في تجربة الشعر العامي مثل عبد الرحمن الأبنودي والراحلين فؤاد حداد وصلاح جاهين إلى جانب اعتباره واحدا من ثوار الكلمة الذين دفعوا ثمن إخلاصهم لمواقفهم حيث اعتقل أكثر من مرة في عهد الرئيسين الراحلين جمال عبد الناصر وأنور السادات.
والراحل من مواليد محافظة الشرقية عام 1929 من أسرة كبيرة العدد وبعد وفاة والده ضابط الشرطة وأمه تم وضعه في ملجأ للأيتام حيث التقى فيه عبد الحليم حافظ.
وخرج من الملجأ وعمره 17 عاما وعاد إلى قريته ليعمل راعيا وعمل بعدها في عدة أماكن من بينها العمل في معسكرات الاحتلال البريطاني وعمل إنشاء وبناء.
وخلال عمله في مدينة فايد تعرف على عمال المطابع الذين يميلون إلى الفكر الشيوعي فتأثر بهم وكانت وراء مشاركته مع الآلاف من المصريين في تظاهرات عام 1946.
وأشار نجم في مقابلات له إلى أنه في تلك الفترة تأثر كثيرا في قراءاته برواية “الأم” رائعة الكاتب الروسي مكسيم جوركي وأن تأثيرها زاد عليه خصوصا وأنه كان يحب ابنة عمه إلا ان الفارق المادي بينهما حال دون ارتباطه بها.
وخلال عمله في سكة الحديد بعد ثورة 23 يوليو 1952 اصطدم للمرة الأولى مع السلطة عندما رأى العديد من الضباط ينهبون الكثير من المعدات وقطع الغيار الخاصة بالسكك الحديد إلى جانب المعدات التي تم الاستيلاء عليها من معسكرات الاحتلال الإنجليزي.
وهذا الاصطدام هو “ما جعله يربط البعد السياسي في الصراع مع البعد الاجتماعي” حسب نجم نفسه خصوصا بعد أن اعتقل ومجموعة من العمال بتهمة التحريض على التمرد ضد المسئولين وقتل خلال ذلك أحد العمال ووجهت له تهمة الاختلاس وتم اعتقاله في عام 1959.
وخلال فترة سجنه أصدر أول ديوان شعري له بعنوان “صور من الحياة والسجن”من خلال مشاركته في مسابقة كان ينظمها المجلس الأعلى لرعاية الأدب والفنون وتبنته الكاتبة المصرية سهير القلماوي وبعد خروجه من السجن أصبح من شعراء الإذاعة المصرية.
إلا أن قيام سعيد الموجي بتعريفه إلى الموسيقار والمغني الضرير الشيخ إمام نقل تجربته نقلة كبرى خصوصا بعد هزيمة يونيو 1967 حيث تشاركا في أهم تجربة غناء سياسي ساخر ونقدي لاذع في التاريخ العربي وأصبحا معروفين على صعيد العالم العربي أكثر من معرفة الشعب المصري بهما وأثرا في أجيال متعاقبة من العرب خصوصا في بلاد الشام والمغرب العربي.

قد يعجبك ايضا