مخاطر التصحر والجفاف

فايز البخاري


 - 
 في بلد كاليمن يعاني من ندرة المياه وانعدام الأنهار واتساع الصحاري التي تحيط به كالسوار في المعصم من كل الجهات بات لزاما على الجهات المعنية بل والحكومة والأحزاب

> في بلد كاليمن يعاني من ندرة المياه وانعدام الأنهار واتساع الصحاري التي تحيط به كالسوار في المعصم من كل الجهات بات لزاما على الجهات المعنية بل والحكومة والأحزاب السياسية عامة أنú تقوم بدورها المطلوب تجاه المخاطر التي يمثلها الزحف الكبير للتصحر والجفاف الذي بدأ يغزو مناطق عديدة في وطننا الحبيب.
اليمن تحاصرها الرمال في المهرة وحضرموت وشبوة وأبين ومأرب والجوف إلى تخوم محافظة صعدة من الجهة الشرقية والشمالية الشرقية وفي محافظة حجة والحديدة وتعز في الجهة الغربية ناهيك عن تفشيها في محافظتي عدن ولحج مما يعني أن الخطر الذي تمثله الرمال كبير جدا وهي عامل رئيسي في انتشار التصحر بشكل جنوني خاصة وأن ذلك لا يلقى أي اعتبار من الجهات المعنية مما يؤثر سلبا في التوسع المخيف لشبح التصحر والجفاف الذي يهدد العديد من المناطق في مختلف أرجاء الوطن.
نحن بحاجة اليوم إلى استزراع الأراضي التي هجرها الكثيرون وأصبحت تحت رحمة شبح التصحر الذي يزحف بشكل عجيب ملقيا بظلاله على أراض شاسعة من الأراضي الزراعية التي يمكن الاستفادة منها كثيرا في توفير المواد الأساسية للغذاء كالقمح والشعير والذرة ناهيك عن الخضروات والفواكه.
ولا يخفى على المطلع ما مثلته الهجرات اليمنية في سبعينات وثمانينات القرن العشرين إلى الخارج والتي كانت سببا رئيسيا في انتشار التصحر بعد أن نزح الكثيرون للخارج وتركوا خلفهم ملايين الهكتارات دون زراعة بحúجة أو ذريعة أن المحصول لم يعد يفي بالإنفاقات والتعب الذي ينفق لأجله خاصة وأننا كنا نعيش في بدايات الانفتاح على الآخر والذي تعاملنا معه بصورة مغلوطة فأخذنا نتناول منه كل شيء بذريعة الانفتاح دون أنú نعطي لقضية الأمن الغذائي أية أهمية الأمر الذي انعكس علينا سلبا حين تهافتنا على القمح الأجنبي الذي كانتú أسعاره في البداية رخيصة جدا مقارنة بحجم النفقات التي كانت تنفق على انتاجه محليا.
ونحن لم ندرك آنذاك هول الفادحة التي جنيناها على أنفسنا حين هجرنا أراضينا الزراعية واكتفينا بالقمح المستورد الذي بدأت أسعاره بالارتفاع موازة مع انتشار هجر الأرض الزراعية وانتشار التصحر الذي استشرى بشكل جنوني في مختلف المناطق حتى المناطق الجبلية التي هجöرتú فأصابتها عوامل التعرية بالخراب واندثار التربة وانجرافها مع الأمطار والسيول فبدتú الكثير من المدرجات الزراعية أشبه بالخرائب بعد العمار.
إنه لمن المؤسف أن نجد الجهات المعنية في الحكومة والمواطنين في الأرياف حتى الآن – وفي ظل التفاقم الحاد لأسعار المواد الغذائية- لم يحركوا ساكنا ولم يقوموا بالدور المطلوب تجاه استزراع الأراضي التي تم هجرها وتعرضتú للتصحر ناهيك عن استصلاح المناطق الشاسعة في مختلف أرجاء الوطن والتي لا تحتاج لكبير عناء وجهúد لاستصلاحها وزراعتها.
يجب أنú يكون هناك توجه جاد من قبل الحكومة للاهتمام بالزراعة ومحاولة الوصول إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي من المواد الغذائية على الأقل فهذا حق من حقوقنا عليها وإذا لم تسع لحل هذه المشكلة على الأقل فهي لا تستحق الثقة ويجب أنú تسعى لعزل نفسها إنú لم تجد حلولا مناسبة وعاجلة للمشكلة الأكثر إضرارا بالمواطنين والتي تنذر بويلات عديدة على رأسها البلبلة وعدم الاستقرار من خلال ما ينهجه البعض من الموتورين الذين يستغلون هذا الوضع لنشر القلاقل وإثارة البلبلة في صفوف المواطنين.
والمواطن سرعان ما يستجيب لمن يدعو إلى توفير لقمة عيشه دون كبير عناء فهمه الأول والأخير هو كيس القمح وكيس القمح أصبح الحصول عليه يتم بمشقة بالغة لدى غالبية المواطنين سواء من ذوي الدخل المحدود أو من البسطاء الذين لا يملكون مصدرا رئيسيا للدخل.
كثير مöن الثورات والانقلابات في العالم أساسها الجوع والفقر ونحن إذا لم ندرك ذلك ونسعى لاستئصال شرايين الفقر والجوع فسوف نعاني من أزمات عديدة ومتتالية على كافة الصعد والمجالات.
وهذا لن يأتي إلا بمواجهة التصحر وزيادة حجم المزروعات الغذائية والوصول بالناتج الغذائي من المزروعات إلى درجة الاكتفاء الذاتي.
وإلى ذلك يجب أنú ينصب اهتمامنا على الحفاظ على المياه الجوفية والسطحية التي هي موارد مائية محدودة جدا والعبث بها أو استهلاكها بصورة غير مرشدة تتسبب بارتفاع معدل الجفاف الذي بات متزامنا مع التصحر وكلاهما شبح مخيف يجب أنú نقف في طريقه حتى لا يستشري أكثر فتصل الأمور إلى الحد الذي لا يمكن عندها أن تنفع الحلول.

قد يعجبك ايضا