ألا نستحق الاطمئنان والهدوء¿!

جميل مفرح


 - 

 عامان مرا والوطن يشهد مخاضات متتالية لمجهول أو لمجاهيل لا نعرف لها شكلا أو صفة ويبدو كما يتوقع الكثيرون أن عدد وفترات هذه المخاضات لن تتراجع أو يوضع لها حد باترا خصوصا مع ما تشهده

> عامان مرا والوطن يشهد مخاضات متتالية لمجهول أو لمجاهيل لا نعرف لها شكلا أو صفة ويبدو كما يتوقع الكثيرون أن عدد وفترات هذه المخاضات لن تتراجع أو يوضع لها حد باترا خصوصا مع ما تشهده البلاد من مباريات سياسية شابها ويشوبها اللعب العنيف والانفعال غير المبرر دون مراعاة لأحد أو لشيء سوى المصالح السياسية البحتة والأنانية التي تلغي كل شيء عداها وكأن كل طرف فيها لا يؤمن إلا بنظرية أو فكرة أنا ومن ورائي الطوفان!!
> نعم مر عامان وطوال هذه الفترة ونحن ممتلئون بالرعب ومتشحون بالتوجس والترقب وكأننا نقف بنصف قدم على صخرة في شفة هاوية نشعر كل لحظة بأنها تتحرك وإن كان ثباتها ثبات الجبال الرواسي.. مر عامان ونحن منذ البدايات الأولى لبوادر الاتفاق والخروج من أنفاق الأزمة ندعو أنفسنا وسوانا إلى الحذر مما قد تؤول إليه الأوضاع والأحوال خصوصا خلال هذا التوقيت المرحلي الهام الذي يمثل مرحلة انتقالية لم ولا نشعر أنها لوطن ولشعب بقدر ما هي مرحلة انتقالية للأطراف السياسية التي تقود الدفة فتهددنا أحيانا الاصطدام بأقرب جدار أو القفز من أعلى هاوية وتطمئننا أحيانا أخرى بإمكانية النجاة والوصول بالشعب والوطن بسلام!!
> نعم طوال عامين والخوف يحيط بمشاعرنا والتوجس يطعم تفاصيل حياتنا من مجهول القادم القريب والبعيد غير أن الأشد والأهم من ذلك أننا نحيا رعبا كان منتظرا ومتخوفا منه وهو تحول الوضع السياسي من مرحلة التباري والتنافس والتناطر إلى مرحلة التجافي المطلق والتعادي والتناحر وهذا بالطبع ما كان يخشى ومايزال يخشى أن تصل إليه الثنائيات والعلاقات والمهاترات التي لا يكون لها من نتيجة سوى إراقة الدماء وإزهاق الأنفس وتجسيد أجواء وبيئة الفوضى المطلقة.. الفوضى التي لن يكون من السهل تراجعها أو إيقاف عبثيتها.
> والذي يبدو في الوقت الراهن مما آلت إليه الأوضاع نتيجة الاعتراك السياسي الفارغ يعيدنا من غيبوباتنا المتتالية علنا نفيق وننتبه لما نحن فيه ولنقول للسياسي كفى عبثا بأرواحنا وأنفسنا كفى تهديدا لأمننا واستقرارنا إننا بشر نستحق الحياة الكريمة الهادئة المطمئنة كغيرنا من البشر.. ولنكرر دعواتنا للدولة وللحكومة أن كونا شيئا كونا حتى جدارا نتكئ عليه ونستظل به من أعاصير القوى السياسية الخانقة.. إن مرحلة التناحر والتضحيات والتقاتل على حساب هذا الشعب الودود تدق بأناملها بل ببندقياتها ورصاصاتها أبواب اطمئنانا وتعيد تفعيل حسابات القلق والرعب والتوجس التي لم تستطع أن تخبو أو تتلاشى رغم عدم الحاجة إليها لو كان كل شيء كما يجب!!
> أخيرا.. السؤال الذي يطرحه القاصي والداني اليوم هو: ماذا بعد¿! والإجابة المنطقية والمفترضة لهذا السؤال في حال استمر الوضع كما هو اليوم لن تكون إطلاقا قادرة على بعث ولو قليلا من أمل نعتاش عليه ما تبقى من أعمارنا التي شابها ما شابها حتى غدت وكأنها لعنة أبدية.
وبالتالي لن نقول إننا كنا نقول وندعو ونحذر لأننا بالفعل مانزال نفعل ذلك مادام أنه مايزال هناك متسع وإمكانية لذلك.. سنظل ندعو الدولة إلى أن تكون دولة حقيقية والحكومة حكومة ذات فاعلية.. فالمرحلة الراهنة أحوج ما يكون إلى ذلك مالم فلنقرئ الدنيا تراتيل اعترافاتنا بأننا مصدر ومبعث ومقصد كل اللعنات.

قد يعجبك ايضا