رفقا بالقوارير

■عبدالمجيد التركي

قالت لي: رفقا بالقوارير..
تجهل أنها تتحدث عن زمزمية عتيقة كتلك التي يستخدمها العسكر..
وتلبس جلبابا كتلك الزمزمية المشاعة..
تريد حبا مغلفا بقيام الليل
وصيام الاثنين والخميس..
وإفشاء السلام على الغرباء.
***
تؤمن بالأحاديث الضعيفة 
والعشاق الحمقى
لتشعر بسيادتها عليهم.. وساديتها أيضا
***
هي الآن ترسل الكلام الدافئ مخلوطا بعذاب القبر
ولا بد أن تذكر أن الفجر قد اقترب
وأن الصلاة ستقطع هذه الدردشة كما يقطع الموت خيط الأمل..
ثم تأتي في اليوم التالي لتتحدث عن سعد بن عبادة وهي تعتقد أنه عضو في نادي القصة.
***
كعجوز يعرف أن أسنانه لا تصلح أن تكون كسارة جوز.. 
كأسد فقد مخالبه فاضطر إلى ارتداء جوارب
كحمار نسي أن يتصنع الموسيقى وهو يتحدث 
كحلم مليء بالجثث وخيالات جرحى الألغام الذين يحملون أشلاءهم..
***
أشعر أنني ثقيل كسائق أبكم..
ثقيل كسيجار كوبي في يد مدخن مبتدئ 
ثقيل كواجب مدرسي
كماء مليء بالطحالب
كحوت عملاق لا يتسع له حوض زجاجي
كشبح يتحدث عن ضرورة الريجيم..
***
هذه الليلة تدفعني إلى السفر صباحا 
كمظروف يستنجد بساعي البريد أن يأخذه
– دون طابع- 
ويلقي به في أي صندوق منسي.
***
التابوت مرعب حتى وإن كان جديدا
والعري أخف وطأة من كفن مطرز..
يا لأحلامي هذه الليلة
ستنزل طائرة هيلو كبتر 
إلى شارعنا المتواضع
وستلاحقني في الأزقة وتصوب نحوي رشاشا سينمائيا
يطلق ألف رصاصة في الدقيقة..
سأرى الدوائر ترتسم على قميصي
وسأضع يدي على كل الثقوب
سأحتاج إلى أيد كثيرة
وحين أعجز عن سد كل الثقوب سأرتمي أرضا 
ليكون ظهري المثقوب مواجها للكاميرا
كما يفعل الهنود في كل فيلم ينتجونه.

قد يعجبك ايضا