الرئيس هادي القائد الاقدر في الزمن الصعب
كتب/المحرر السياسي
تصر بعض مراكز القوى السياسية – التي عرفها الشعب جيدا بامتداد عقود خلت- على المضي في تسويق خطابات مرجفة يكتنفها العمى السياسي والأباطيل الفجة رغم محاولتها التموضع في موقع المحب الناصح والوطني الغيور في حين أن غايتها الخفية تتمحور في التهوين من الجهود الكبيرة التي بذلها ولا يزال يبذلها الأخ عبد ربه منصور هادي رئيس الجمهورية لإخراج البلاد من محنتها إلى غد أفضل ومستقبل يحفظ لليمنيين كرامتهم وأمنهم في ظل دولة العدل والمساواة والقانون.
ويلاحظ المتتبع لهذه الخطابات التي يتصدى لإفرازها بعض الكتبة المأجورين أنها لا تكتفي بالتنكر لجهود الأخ الرئيس التي مكنت الوطن على مدار أشهر من قطع أشواط كبيرة على طريق إنجاز الانتقال السياسي والمضي في الحوار الوطني الذي يشارف على ختام مشرف لليمنيين بل تجدها تحاول أن تنال من شخص الرئيس نفسه معتمدة على منطق مفلس يفتقد لأبجديات الحنكة السياسية وفهم الواقع اليمني بتعقيداته فضلا عن الافتقاد لحسن الطرح وأخلاقيات النقد.
والحقيقة أنه ما من عاقل مستوعب لحال البلاد إلا ويعرف يقينا أن رئيس الجمهورية لم يدخر جهدا ليل نهار منذ تحمله مسؤولية البلاد في العمل على تحقيق متطلبات العملية الانتقالية القائمة على المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة وتشهد له بذلك جماهير الشعب والمجتمع الدولي والأمم المتحدة بل إنه استطاع أن يكون قائدا ورئيسا لكل اليمنيين بكل مشاربهم حريصا على تحقيق روح التوافق الوطني بدون استعداء أو إقصاء انطلاقا من فهمه العميق لواقع البلاد.
أما أولئك الناعقون بترهات أحقادهم فلهم أن يعرفوا أن الرئيس هادي لم يتسلم قيادة دولة “اسكندنافية” حتى يكيلوا له تهم التقصير في إدارة البلاد وتسيير أمورها والأحرى بهم أن يقدروا صنيعه منذ توليه الرئاسة قبل 20 شهرا بل وحتى من قبل ذلك التاريخ حيث استطاع بحكمة واقتدار أن ينقذ الوطن من على شفير هاوية الاحتراب معيدا لحمة الجيش والأمن التي صدعتها معاول التبعية الشخصية والولاء الحزبي لتكون في منأى عن صراعات السياسة وحروبها العابثة.
وبالنسبة لما تبثه هذه الأقلام من تحريف لحقائق الأمور بالنسبة للأداء الحكومي فإنها تقفز على حقيقة أن هذه الحكومة هي حكومة وفاق وطني جاءت بأعضائها الأطراف السياسية الشريكة في العملية الانتقالية ولم تكن من وحي الرئيس ولا من بنات أفكاره وفي حال حققت أي نجاحات فهي محسوبة للجميع وكذلك الأمر بالنسبة لإخفاقاتها وأخطائها.
ولأجل الإنصاف فإن الحكومة الوفاقية صمدت في ظل ظروف أمنية واقتصادية واصطفاف واستقطاب مجتمعي واستطاعت أن تصل إلى الحد المعقول من الأداء بالنظر إلى كل المحبطات المحيطة بها من أعمال تخريب وعنف وأنشطة إرهابية وحملات إعلامية مغرضة وفي الأخير جل من لايخطئ.
ولعل مطالب المتشنجين بتغييرها في هذا الظرف أقل ما يقال عنها أنها نوع من الغباء السياسي فهي من جهة حكومة وفاق وطني بموجب اتفاق المبادرة الخليجية وآليتها وهو اتفاق مزمن وواضح كما أن الرئيس هادي من جهة أخرى رئيس منتخب أجمع عليه الطيف اليمني بتنوعه للعمل على تحقيق الإرادة التي يتوافق عليها الجميع بالمقام الأول وليس من أجل النيل من طرف سياسي لحساب طرف آخر كما كان يؤمل البعض منه.
ومؤكد أنه لا أحد يجهل نوعية الظروف الحالية التي تمر بها البلاد بمشاكلها المعقدة وأزماتها المتفاقمة والتي هي حصيلة عقود وسنوات من سوء استخدام السلطة ومن الصراعات الظاهرة والباطنة بين مراكز القوى المختلفة إلا أنه من غير المعقول ولا المقبول بموازاة ذلك أن ينظر إلى الرئيس هادي باعتباره يمتلك “عصا موسى” وأنه وحده المعني بإيجاد حلول سحرية عاجلة وفي حال وجود من يحاول تصوير الأمر كذلك فهو مع الأسف لايخلو من لوثة تعتريه أو حقد ينهش صدره أو من كليهما معا.
ويقينا فإن الهم الأول والأخير للرئيس حاليا ليس في “التمديد” لأجل البقاء في السلطة كما يروج المفلسون ولكنه منصب في أن يتوج مؤتمر الحوار الوطني بالتوافق بين أطرافه على مخرجاته الوطنية من أجل المضي لاستكمال بقية خطوات العملية الانتقالية وصولا إلى إنجاز تاريخي يؤسس لمرحلة جديدة في تاريخ الوطن تقوم على إرادة الشعب بموجب عقد اجتماعي يكفل العدالة والمساواة بين أبنائه في ظل دولة القانون.